المصدر: خاص موقع بيروت الحرة
بلغ عدّاد كورونا الذروة في لبنان خلال أيامه الأخيرة، فأخذ يتفشى بشكلٍ مخيف في كل حدب و صوب فشهد مؤخرا
تصاعداً كبيراً في منحنى الإصابات ، حيث كاد كل بيت و شارع و منطقة لا تخلو من ذك الوباء الخبيث الذي تسلل
بين اللبنانيين دون استئذان، فبات المشهد اللبناني على خُطى ما سُمّي بالسيناريو الإيطالي العام الفائت ، بعدما فقدت
البلاد السيطرة على الفايروس بسبب الفوضى الكارثية التي دقت ناقوس الخطر و التي يتحمل مسؤوليتها المواطن و
الدولة على حد سواء
المستشفيات لم تعتد تحتمل، الطاقم الطبي و التمريضي استنفذت طاقته، المعدات الطبية و الأجهزة التنفسية و الدواء يكاد يُفقد من السوق، و المواطن اللبناني لا زال غير مبالٍ بكل الإجراءات الوقائية التي قد تحميه من خطر الإصابة غير آبه بأي ضوابط و التزامات، مما يزيد من خطر إصابته و نقلها إلى غيره في سلسلة مفرغة دون نهاية ضارباً عرض الحائط كل القوانين التي من شأنها أن تحميه و عائلته مما ولّد فلتاناً وعدم التزام بشروط التباعد و عدم الاختلاط
فبين سهرة هنا و احتفال هناك و عُرس تارة و أعياد ميلاد طوراً، لا تزال المقاهي و الملاهي الليلية و الحانات و المطاعم تعجّ بروّادها من كل حدبٍ و صوب، ناهيك عن الزيارات المنزلية و لقاءات الأحباب و استقبالات الأصحاب، حيث يتسلسل ذك الخبيث رويداً رويداً ليتربص بهم فرداً فرداً لتعود تلك الحلقة المفرغة إلى الواجهة من جديد
أما اليوم و بعد مرور حوالي عام على تلك الجائحة، أصبح اللبنانيون ينتظرون على أبواب المستشفيات حيث امتلأت
بالكامل و طافت بالمصابين، و استقبال المرضى أضحى على الأرصفة ومداخل الطوارىء.. ناهيك عن الحالات
الطارئة التي أضحت تعالج في أقسام جديدة في الردهات وخيام بلاستيكية خارجية.
المشهد فعلاً كارثي و ينذر بالسوء و الفايروس ينتشر كالنار في الهشيم، فلا يوجد أسِرّة و لا معدات طبية و لا أجهزة
تنفسية و لا دواء يكفي لتلبية و معالجة تلك الأعداد الهائلة من المصابين بعد هذه الكارثة . و الطاقم الطبي و
التمريضي لن يتمكن التقاط أنفاسه بعد الآن في ظل سباق كورونا اللبناني
و لكن مهلاً، لا يلام المواطن وحده، فحبذا لو أن الدولة كانت صارمة في قراراتها، حبذا لو أنها اتخذت إجراءات
جديّة دون استثناءات، حبذا لو أنها منذ البداية اتخذت بعض التدابير الحازمة التي من شأنها الحدّ من تلك الجائحة
إسوةً بغير دول، و لكن على من تقرأ مزاميرك يا داوود، فلا حياة لمن تنادي بعدما أصبحنا فعلاً من بين الدول
المنكوبة بهذا الوباء و أكثرهم عجزاً على فِعل شيء أمامه بعدما أفلتت زمام الأمور من بين أيديها
يبقى الأمل الأخير مناشدة المواطنين، كل ما في الأمر أن ذك الخبيث يتطلب الكثير من الوعي و التباعد و الإلتزام،
حرصاً على سلامتكم و سلامة أحبائكم، حفاظاً على حياتكم و حياة أحبائكم، أيها اللبنانيون إرحموا من في الأرض
يرحمكم من في السماء، إرحموا أنفسكم، أحموا أنفسكم، تحصنوا جيداً و الزموا منازلكم، هذا الوباء الخبيث لا يعرف
كبيراً و لا صغيراً، لا يعرف إمرأة أو رجلاً، لا يعرف غنياً أو فقيراً حين يتربص بكم و يخوض معركته الشرسة
معكم، أيها اللبنانيون إهلعوا، فقد حان وقت الهلع أمام هذه المشاهد الكارثية، أيها اللبنانيون حان الوقت أن تعوا بأن لا
مزاح مع هذا الفايروس، لا عناد معه، و لا تعالي عليه