المصدر: خاص موقع بيروت الحرة
في عصرنا الحالي لا يخلو أي منزل من وجود التلفاز، فالتلفاز أصبح ضرورةيومية لمتابعة الاخبار السياسية، الاقتصادية، الفنية…، كما أن تلفاز سهل الكثير على عشاق الرياضة والفن فأصبح بإمكانهم متابعة مباريات فريقيهم المفضل او حفلة فنناهم المفضل وهم جالسين على مقاعدهم في المنزل. ولكن في عام دخل التلفاز الى عالمنا العربي؟
في العام 1884 شخص ألماني جهاز ينقل الصور المتحركة لمسافات قصيرة، استمر بعدها علماء وفنيين ارسال بتطوير هذا الجهاز حتى تمكن المهندس الأسكتلندي جون بيرد من اختراع جهاز تلفاز يمكن ربطه بجهاز استقبال لإشارات لاسلكية تبث من برج ارسال مربوط بكاميرا تصور بالأشعة ما تحت الحمراء واستمر تطير هذه الأجهزة حتى افتتحت أول محطة تلفاز تبث بشكل منتظم في العام 1936 في لندن من خلال خدمة قدمتها هيئة الإذاعة البريطانية.
التلفاز في العالم العربي:
تأخر التلفاز في الوصول الى العالم العربي لأكثر من 20 سنة، في العام 1956 وافق الملك العراقي الشاب فيصل الثاني على عرض تقدمت به الشركة الالمانية “باي” لتجهيز إطلاق محطة تلفاز رسمية لينطلق البث في اليوم الثاني من الشهر الخامس من العام نفسه. ولقلة أجهزة التلفاز المتواجدة في العراق في ذلك الوقت كان العراقيون يتجمعون بأعداد كبيرة في المنازل والمقاهي التي تمتلك أجهزة استقبال.
بعد افتتاح التلفزيوني بسبعة أشهر أطلقت الدولة الفرنسية التي كانت تستعمر الجزائر محطة تلفزيونية ناطقة باللغة الفرنسية لنقل اخبار فرنسا وبث برامج تسلية للجالية الفرنسية في الجزائر، فكانت هذه المحطة ثاني محطة تلفزيونية تبث في العالم العربي. بعد نيل الجزائر استقلالها تم تطوير المحطة التي خلفها الفرنسيين وتم تحويل معظم البرامج الى اللغة العربية.
لبنان كان ثالث دولة عربية تطلق خدة البث التلفزيوني، ففي العام 1957 اتخذت الحكومة اللبنانية قرار بإنشاء محطة
تلفزيون رسمية، غير أن إطلاق البث تأخر حتى العام 1959. جذب تلفزيون لبنان اهتمام اللبنانيين والعرب على حد
سواء، فكان تلفزيون لبنان يبث برامجه عبر محطتين واحدة ناطقة باللغة العربية وأخرى باللغة الفرنسية. تميز
تلفزيون لبنان ببث البرامج والمسلسلات الدرامية التي لم تكن تُنتج في أي دولة عربية أخرى.
في العام 1961 أصبحت الكويت أول دولة خليجية تمتلك محطة تلفاز. تمكن التلفزيون الكويتي بفضل ارتفاع نسبة
الرطوبة في الكويت من الوصول الى جميع انحاء الكويت وبعض مناطق المملكة العربية السعودية والامارات
المتحدة، حيث كانت الرطوبة تساعد في نقل البث اللاسلكي لمسافات طويلة.
بعد الكويت أطلقت كل من مصر والسودان محطات تلفاز رسمية من خلال التعاقد مع شركات أجنبية،
غير أن افتتاح محطات تلفاز في باقي الدول العربية تأخر لأواخر ستينيات القرن الماضي عندما افتتحت المملكة
الأردنية محطتها التلفزيونية وتلتها الأمارات العربية المتحدة في أوائل السبعينيات.
في الماضي كان عدد المحطات التلفزيونية في العالم العربي قليل ومحصور بالمحطات التابعة مباشرة للسلطات
الرسمية في كل بلد، غير أن الوقت كان كفيل بتغيير كل ذلك، فأصبح عدد محطات التلفاز في عالمنا العربي يقدر
بالمئات، وبالإضافة الى المحطات التي تبث برامج منوعة ظهرت خلال القرنين الماضيين المحطات المتخصصة التي
تبث برامج من فئة واحدة كالمحطات المتخصصة بالرياضة والمحطات الإخبارية والمحطات التي تعرض الأفلام. كما
تطور البث فبعد البث بالأبيض والأسود ظهر البث بالألوان وتبعه الفل أتش دي ليصل بنا التطور خلال العاميين
الماضيين لمشاهدة برامج وأفلام تم صناعتها عبر تقنية الأبعاد الثلاثية والواقع الافتراضي المعزز الذي يجعلك تشعر
أنك تعيش في الحقيقة أحداث الأفلام.