المصدر: خاص موقع بيروت الحرة
على تلة القلعة التي تقع شرقي بلدة شحيم في إقليم الخروب يقع شق العجوز،وهو يرتكز على طبقة دلغانيه حسب دراسات العلماء وشق العجوز هو شق بليغ وعميق في الأرض ظهر بعد زلزال عام 1759 الذي ضرب اقليم الخروب وما لبث هذا الشق أن توسع وازداد عمقاً بعد الزلزال الكبير الذي ضرب لبنان عام 1959 وترك دمار كبير في مدينتي صيدا وبيروت وقرى الإقليم، ويبلغ طول الشق 25 مترا بعرض ثلاثة أمتار غير أن هذا العرض يزداد بمقدار 25 سنتم في كل مرة يضرب زلزال فالق روم الزلزالي القريب.
سر تسميته بشق العجوز
لتسمية شق العجوز روايتان يتناقلها أهالي بلدة شحيم منذ عشرات السنين، فالرواية الأولى تتحدث عن أن الشق الذي يبلغ عمره أكثر من 250 سنة رافق على مر هذه السنوات أبناء الضيعة في أفراحهم وأتراحهم، في السلم وفي الحرب وخلال فترات الرخاء والمجاعات التي مر بها جبل لبنان ما أكسبه لقب العجوز.
أما الرواية الثانية التي يتناقلها أبناء الضيعة هي أن امرأة عجوز كانت تفلح أرضها الواقعة على مقربة من هذا الشق وأثناء عودتها الى منزلها في شحيم سقطت المرأة في هذا الشق فأطلق أبناء البلدة عليه تسمية العجوز نسبتاً للمرأة العجوز التي سقطت فيه.
ماذا يقول الجيولوجيون عن شق العجوز؟
يعتبر الجيولوجيون ان شق العجوز دليل على أن صفائح الأرض في المنطقة لا تزال تتحرك وأن الفالق الزلزالي الذي يمر في المنطقة لا يزال نشط، والدليل على ذلك أن دراسات المساحة عام 2010 و2011 أثبتت أن المباني المجاورة للشق تتحرك سنويا بضع سنتيمترات مما يجعل أبناء البلدة يتخوفون من أن يكون ذلك مؤشر لوقوع زلزال قريب، غير أن العلماء دحضو هذه المخاوف، مؤكدين أن كل ما يجري في المنطقة لا يزال ضمن الحدود الطبيعية لحركة صفائح الأرض.
في العقود الأخيرة قامت البلدية وأبناء البلدة برمي كميات كبيرة من الردمياتفي هذا الشق، غير أن هذه الردميات
غطت على الشكل الخارجي للشق ولكنها بكل تأكيد لا يمكنها أن تلحم جوانب الشق ببعضها ولا يمكنها أن تغير من
الخصائص الجيولوجية لهذا الشق.
عمقه واستفادة أبناء المنطقة منه
لا يعرف أحد من سكان المنطقة العمق الحقيقي لهذا الشق، لكن يؤكد سكان البلدة أن قعر الشق لا يمكن أن يرى بالعين
المجردة، وما يؤكد على عمقه البليغ هو أن بعض أبناء البلدة قاموا برمي بعض الحجارة في الشق ولم يتمكنوا من
سماع صوت ارتطامه بالأرض.
رغم خصائص هذا الشق الجيولوجية لم يستفد أبناء المنطقة من هذا الشق لا سياحياً ولا عبر الدراسات الجيولوجية
التي يمكن أن تقدم الكثير من المعلومات التي تمكن أبناء المنطقة من تجنب أو على أقل تقدير توقع الأضرار التي قد
يسببها أي زلزال يضرب المنطقة في المستقبل، بل على العكس حيث حولت بلدية شحيم مجاري البلدة الى هذا الشق
تحت حجة أن هذا الشق يبتلع المجاري الى باطن الأرض بكل سهولة.
أراضٍ زراعية خصبة ونبع ماء
تحيط بشق العجوز الأراضي الزراعية من الجانبين، وتعتبر هذه الأراضي مرتفعة الخصوبة وخاصة أن هذه
الأراضي ترويها مياه عذبة مصدرها نبع ماء ينبع من شق العجوز، إلا أن المزارعين يتخوفون من أن تأثر مياه
المجاري التي ترمى في هذا الشق على مياه النبع التي تروي أراضيهم.
الدولة اللبنانية وشق العجوز
رغم أهمية الدراسات التي يمكن إجرائها على هذا الشق وعلى الرغم من تأكيد الاختصاصيين على أهمية وجود
محطة لرصد الزلازل وحركة الأرض في المنطقة إلا أن الدولة لا تزال الغائب الأكبر عن هذا الشق كما هو حالها
على جميع الأراضي اللبنانية، فلبنان بحاجة لأكثر من أربعين محطة لرصد الزلازل إلا أن الدولة لم تقم بإنشاء غير
أربعة محطات لرصد الزلازل.