المصدر: النهار
جرى التداول أمس بخبر وفاة مسنّ بعد تلقيه الجرعة الأولى من لقاح كورونا بأربعة أيام، ما أثار البلبلة بين الناس، خصوصاً المسنين الذين تخوّفوا من تلقي اللقاح وتعرّضهم إلى حالة مماثلة. تسببت هذه الحالة بمخاوف من آثار جانبية محتملة من اللقاح، في الوقت الذي تكثر فيه الأخبار المتداولة التي لا تستند إلى أسس علمية حوله، فيزداد ارتباك المواطنين وترددهم في تلقي اللقاح. في الوقت الذي يشدد فيه الخبراء والأطباء على أهمية اللقاح في هذه المرحلة لمواجهة الوباء ووقف انتشاره، والذي يبدو أنه الحل الوحيد حالياً لذلك.
وفي متابعة لما حصل مع المسن تبين أن معطيات كثيرة بعيدة عن واقع ما جرى التداول به. وفي اتصال مع مدير مستشفى نبيه بري الجامعي، حيث تلقى المسنّ اللقاح، الاختصاصي في الطب الداخلي الدكتور حسن وزني، أكد عدم دقة ما جرى تداوله. وفيما أشار الخبر إلى أن المسن هو في عمر 72 سنة، تبين في الواقع أنه في سن الثانية والتسعين.
وأوضح وزني أن ليس صحيحاً أن الرجل المسن توفي بعد 4 أيام من تلقي اللقاح، بل في الحقيقة أنه تلقى اللقاح في #المستشفى قبل 11 يوماً من وفاته. وأضاف أن سبب الوفاة يعود إلى إصابته بكورونا والتي قد تكون حصلت قبل تلقّيه اللقاح، ولم يكن يدرك ذلك، إلى أن ظهرت الأعراض بعد تلقيه اللقاح بأيام قليلة. كما تبين أن أفراداً من عائلته المقيمين معه كانوا مصابين بالفيروس أيضاً. مشيراً إلى أنه عندما قدم إلى المستشفى لتلقي اللقاح قال إنه اتخذ كافة الإجراءات المطلوبة ولم تظهر عليه أي أعراض كارتفاع الحرارة أو غيرها. كما سئل عما إذا كان قد خالط أحداً من المصابين بالفيروس، كما يُفترض أن يحصل، لكنه نفى ذلك، ولم يكن يعلم أن أحد أفراد العائلة قد يكون مصاباً. علماً ان إصابة باقي أفراد العائلة ظهرت أعراضهم لاحقاً بالتزامن مع ظهور الأعراض عنده أيضاً، فأجروا الفحص ولم يكونوا يعرفون مسبقاً بالإصابة.
وبعد أن تطورت أعراض المرض لديه أدخل إلى المستشفى، إلا أنه لم يتجاوب مع العلاج، بل تطورت المضاعفات وكان يعاني التهاباً رئوياً ازداد سوءاً في الصور التي أجريت له في المستشفى، إلى أن توفي بالأمس بسبب مضاعفات كورونا.
هذا ويؤكد وزني عدم وجود أي علاقة للقاح بالوفاة، داعياً إلى المزيد من الدقة في نقل المعلومات، لاعتبار أن مثل هذه الأخبار تثير الهلع بين المواطنين وتجعلهم أكثر تخوفاً من اللقاح، في الوقت الذي يبدو فيه السلاح الوحيد لمواجهة الوباء ووقف انتشاره في هذه المرحلة الصعبة التي نمر بها، ويعتبر تكثيف #التلقيح أساسياً لتخطيها.