المصدر: ليبانون فايلز _ علاء الخوري
يوم الاربعاء أطل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عبر اذاعة لبنان الحر موجها دعوة عاجلة للنواب خارج محور السلطة الى تقديم استقالاتهم من المجلس
والمطالبة بانتخابات نيابية عاجلة توصل مجلسا نيابيا ينتخب رئيسا للجمهورية وحكومة جديدة.
جاءت دعوة جعجع غداة انتفاضة الشارع ليل الثلاثاء واقفال الطرقات في عدد من المناطق،
مع تغيير في مطلب المحتجين الذين صوبوا على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مطالبين
باسقاطه بالتزامن مع تأييدهم مواقف بكركي ودعوتها الى مؤتمر دولي لانقاذ لبنان.
بعدها خرج النائب وليد جنبلاط ليذكر بما قاله رئيس القوات سمير جعجع حول دعوته ب”صوت ضعيف”
رئيس الجمهورية الى الاستقالة، في حين لا يزال البطريرك رافضا لهذه الفكرة بحسب جنبلاط الذي حذر من الفوضى الداخلية والعبثية في المرحلة المقبلة.
تتزامن تلك التصريحات مع تحرك دبلوماسي لعدد من السفراء لاستطلاع آراء بعض القوى السياسية لوضع تصور مشترك للخروج من الازمة،
يطرح فيما بعد على مختلف القوى بعد التوافق معها على الاولويات
وقد يكون بشكل ورقة تُقدم على طاولة اجتماع عربي أو دولي يتم التوافق عليه ليتحول فيما بعد الى اتفاق بين المكونات شبيه بالطائف أو الدوحة.
وللغاية تعكف مؤسسات تُعنى بالارقام والاحصاءات على وضع دراسات تتمحور حول المتغيرات التي طرأت على لبنان في السنوات الاخيرة،
وتدخل أكثر في جوهر المشكلة والتقلبات في المزاج العام،
ليصار بعدها الى تحليلها وطرح الافكار المساعدة والتي تدور في فلكها
من بين تلك الحلول التي يعمل عليها، اجراء انتخابات نيابية مبكرة،
تأتي بحكومة جديدة ويتم درس هذا الطرح بين المكونات ومنها حزب الله،
ولا يستبعد مصدر وزاري في هذا الاطار اطاحة الثورة المرتقبة على الساحة اللبنانية بمجلس النواب،
على غرار ثورة 17 تشرين التي أطاحت بحكومة الحريري
يؤكد المصدر أن فقدان عامل الثقة بين المكونات جعل الامور تزداد تعقيدا،
وبالتالي تسويق أي حل من الجانب الفرنسي أو غيره من الدول لم يعد متاحا لاسباب عدة ابرزها الشرخ الكبير بين فريق العهد
والرئيس المكلف سعد الحريري وخلفه الرئيس نبيه بري والنائب السابق وليد جنبلاط اضافة الى القوات اللبنانية،
ويبدو بحسب المصدر أن الرهان على المبادرة الفرنسية سقط بسبب التشدد بالمطالب،
حيث يسعى البعض الى اسقاط رئيس الجمهورية بالانتخابات النيابية، بعد أن وجد هؤلاء صعوبة باسقاطه في الشارع أو عبر الضغط عليه
اضافة الى اسقاط الرئيس تبرز الحاجة الى انتخابات نيابية مبكرة للاتيان بمجلس نيابي يراعي التغييرات التي تطال المنطقة،
وباعتقاد الدبلوماسية الغربية فان تلك التغييرات بدأت في لبنان منذ 17 تشرين
حيث أثرت على “الكتلة الشعبية” للقوى السياسية في البلاد وعلى رأسها الثنائي الشيعي
والتيار الوطني الحر، وبات واضحا أن الوقت مناسب للتغيير
ويردد البعض أن لحزب الله مصلحة في اجراء الانتخابات فهو مرتاح داخل البيئة الشيعية،
على عكس حليفه حركة أمل التي تشهد انقساما وخلافات حادة بين القيادة والدائرة المقربة من الرئاسة الثانية،
وهو في الوقت عينه لن يقف أمام رغبة التغيير في حال أجمعت القوى على ذلك ولكن بشرط
ربط الانتخابات بجملة تغييرات يريدها الحزب وأبرزها حصته الحكومية على المدى القصير،
ودوره المستقبلي داخل الدولة في حال تم الاتفاق على نظام حكم جديد يراعي المتغيرات،
الا أنه في الوقت نفسه لا يزال يبدي تحفظا على أي خطوة تقوده نحو المجهول، اذ يرى أنه في حرب مع الجميع وأي خطوة غير مدروسة قد تقوده الى فشل المنظومة المرتبط بها،
وبالتالي لن يخطو أي خطوة قبل التوافق الايراني الاميركي على الملف النووي وربط الساحة اللبنانية بهذا الامر مفروض عليه ولن يستطيع تغيير اي معادلة قبل مرورها بطهران
من هنا يؤكد البعض ان الملف اللبناني ليس كما يسوق له البعض فهو أكثر تعقيدا وأي تغيير يطمح اليه البعض سيكون تجربة مستنسخة عن لبنان ال 75،
اذ ان التوصل الى توافق بين مفهومين أو منظومتين كل واحدة ترى لبنان وفق تطلعاتها يكاد يكون مستحيلا، فمن س “يكبس” على الزناد أولا، ولمن الغلبة في نهاية اللعبة الدولية؟