المصدر: ch23
في ظل التفلت من كل القيود على كل الصعد، وبالأخص المعيشية، وفي ظل عدم ثبات سعر صرف الدولار في السوق الموازية على سعر مستقر نسبيا، تضاربت المعلومات حول إرتفاع سعره أو هبوطه، الأمر الذي أثرّ في شكل سلبي على المواطنين الذين باتوا عاجزين عن تأمين قوتهم اليومي.
وبلمحِ البصر ومن دون أي مقدّمات، انخفض سعر الدولار في السوق السوداء بشكل كبير، اليوم الأحد، بعدما لامس مساء أمس السبت الـ11200 ليرة لبنانية.
وواقعياً، فإن يوم أمس لم يكن عادياً بالنسبة للدولار، إذ سُجّل خلاله أعلى سعر منذ بدء الأزمة المالية عام 2019.
ومنذ صباح اليوم الأحد، اتخذ سعر الدولار منحى تنازلياً، إذ تراوح صباحاً بين 10700 و 10800 ليرة، ثم انخفض تدريجياً ليستقر عند سعر الـ10500، ثم انخفض تباعاً حتى وصل الآن إلى سعر بين 10250 و 10150، مع العلم أن العديد من المنصات التي تبرز سعر الدولار في السوق الموازية أوقفت تحديثات الأسعار منذ يوم أمس.
ماذا حصل؟
يعتبر الخبراء والمراقبون أن ما يحصل في السوق السوداء كان بمثابة “جنون”، وأن الأسعار التي وصل إليها الدولار وهميّة وليست حقيقية بشكل كامل. ومن جملة الأسباب التي أدت إلى ارتفاعه هو أنّ التحكم بالسوق الموازية أساسه وجود كمية كبيرة من الليرة اللبنانية، وهناك سعي هائل لاستبدالها بالدولار نظراً لفقدان الثقة بالعملة الوطنية. وما حصل بالامس كان حافزاً للمواطنين الذين يحملون الدولار بالتوجه إلى بيعه عند أعلى سعر للاستفادة. أما في ما خص الأشخاص الذين يلعبون دوراً بارزاً في السوق الموازية، فهدفهم هو جمع الدولار بالدرجة الأولى والاحتفاظ به إلى مرحلة لاحقة للتصرف به والتحكم من خلاله بالسوق الموازية.
ويقول الخبراء أنّ السوق الموازية هي “الشعب اللبناني” الذي أوصل الدولار إلى مستويات خيالية غير متوقعة، في حين أنّ الظروف قد لا تعكس هذا التضخم في السعر. لكن المعضلة في أن الأسعار التي تم تداولها أثرت بشكل أساسي على كافة السلع، إذ تم تسعيرها على أساس سعر الدولار المرتفع.
وبحسب الخبراء، فإن العوامل كثيرة لصعود الدولار من جديد، وقد يصل إلى مستويات أعلى في حال استمر ضخ الليرة عبر المصارف بشكل كبير وغير محسوب.