المصدر: mtv
كثيرة هي القصص الموجعة التي تختبئ وراء وجوه مبتسمة وقلوب متألمة، وكثر هم الأشخاص الذين باتوا يختزنون مرارة كبيرة في نفوسهم نتيجة الغلاء الفاحش والأزمة الاقتصادية التي قضت على قدرتهم الشرائية، فجعلتهم فقراء “غصبا عنهم”.
مشاهد المشادات الكلامية والتهافت على بعض المنتجات في السوبرماركت ظهّرت لنا بعضا من هذا الوجع، إلا أن مشاهد أخرى قد تكون أقبح لا تزال متخفية، وربما ما سنرويه سيشكل صاعقة لكثيرين، وربما يكون جرس إنذار لمن يقبع في سدة المسؤولية.
قبل أيام، إشترت منال علبة شاي أخضر من السوبرماركت، وكانت صدمتها كبيرة حينما فتحتها في المنزل واكتشفت أن لا أكياس شاي داخلها، بل كيسا من النايلون فيه بقايا من الجبنة المبروشة، وقد كتب عليه أنه يحوي نصف كيلوغرام من الجبنة. منال تواصلت مع السوبرماركت، وأخبرتهم بما حصل معها، ففوجئت عندما علمت أن حوادث مشابهة تتكرر بشكل كبير في الآونة الأخيرة، حيث يعمد البعض إلى تفريغ أكياس من الجبنة أو المورتاديلا داخل حقائبهم، ويتركون الأكياس على الرفوف أو بين الأغراض أو حتى داخل منتجات أخرى عمدوا إلى إفراغها من محتواها.
قصة أخرى روتها إحدى الموظفات في سوبرماكت أخرى، عن أن الإدارة طلبت من جميع الموظفين القيام بجولات متكررة خلال النهار على الأغراض المعروضة، خصوصا تلك التي تكون محفوظة داخل علب، وذلك للتأكد من أنه لم يتم فتحها أواستبدال أغراض بأخرى، بعد اكتشاف أمور قام بها بعض الزبائن.
هذه القصص ليست سرقات اعتيادية بل مؤشر خطير إلى الحالة التي وصل إليها كثيرون. فمن يقومون بهذه الأفعال، ليس دافعهم السرقة من أجل جمع بعض أنواع الطعام لبيعها مثلا، بل لأنهم يائسون وجائعون… ومن في منزلهم جائع.
مبكٍ ما حلّ بنا، والمبكي أكثر، أنه إضافة إلى مصائبنا الناتجة عن فساد قلّ نظيره في العالم، لا نزال رهائن بين أيدي مسؤولين “بلا ضمير” لا يكترثون إلا للمناصب والسلطة… فيما الوجع كبيرٌ كبير… والآتي أعظم.