ليبانون ديبايت” – ميشال نصر
على قدر الأهمية التي حملتها زيارة السفير السعودي وليد البخاري إلى القصر الجمهوري، وتوقيتها، جاءت التحليلات والمواقف المتباينة والمتضاربة، علماً أن كلام البخاري كان أكثر من واضح، وبين سطوره ما يكفي لدحض كل التوقّعات والبيانات الصادرة من هنا وهناك، تنشط سياسة “التبرير” الدبلوماسية، غسلاً للأيدي من دمّ الصدّيق، عشية انعقاد القمة الأوروبية – الأميركية، الخميس المقبل، والتي وُضِع بند لبنان على جدول أعمالها، حيث يُنتَظَر اتخاذ قرارات وُصفت ب”المهمة”.
ومع مرور الساعات، بدا واضحاً أن محاولات استثمار زيارة السفير السعودي إلى بعبدا في الشَكل، لم تكن موفقة، وإن كان ثمة من يدّعي أن السفير البخاري وقع في فَخّ الموعد الذي حُدّد له، وكان مقصوداً، في التوقيت، أعاد البخاري التغريد عبر حسابه الرسمي على تويتر يفيد أن زيارته بعبدا “جاءت بعد 3 نداءات ملحّة ومتكرّرة من القصر”، رغبة منه بتصويب التحليلات والتأويلات، وليؤكد، أن الرياض لا زالت على مواقفها وشروطها، وهي غير معنيّة بتقديم “رأس الحريري” لصالح بعبدا.
وفيما كان قصر بعبدا يشهد “عَجقة” دبلوماسية غابت عنه لفترة طويلة، في استنساخ للحملة التي قادت الشيخ سعد الحريري إلى جولات حول العالم لحشد الدعم، سُجّلت حركة ديبلوماسية الطابع لافتة للسفير السعودي، جمعته إلى نظرائه، الأميركية، الفرنسية والكويتي، انتهت، بحسب المواكبين، إلى “تمايز ومرونة” فرنسيين لافتين، ما أوحى بميل باريس لتغيير استراتيجيتها، مقابل تشدّد موقفَي الكويت والولايات المتحدة، رغم التساؤلات التي أثارها موقف السفيرة شيّا من مسألة تفعيل حكومة تصريف الأعمال، والأهداف التي تقف خلف تلك الدعوة.
اوساط متابعة للإتصالات الجارية، كشفت أنه مع صعود طرفَي الصراع إلى الشجرة وعجز “سندباد الجمهورية” عن اجتراح حل لإنزالهما، كما جرت عادته، نتيجة تحوّل الصراع إلى شخصي، بات يهدّد أي حكومة قد تتشكّل برئاسة الشيخ سعد، والأهم اعتبار بيت الوسط أنه أحبط أول إجراء جدّي في عملية إسقاط اتفاق الطائف، وهو ما ألمح إليه البخاري في كلمته المكتوبة من بعبدا، ركّزت الحملة الديبلوماسية للرئيس عون على نزع “الشرعية” الدولية والعربية عن الرئيس الحريري، ما سيليها في خطوة لاحقة سحب التكليف منه، رغم مخاطر هكذا خطوة وانعكاسها على الشاعر.
وتابعت المصادر، أن بيت الوسط يشهد حركة ناشطة لفريق العمل لبحث وسائل وآلية التحرّك في الفترة المقبلة
والخطوات الواجب اتخاذها، حيث يبدو أن مِروَحة الإجراءات المتاحة للحريري أوسع من تلك التي يملكها رئيس الجمهورية.
وختمت المصادر، بأن “الأزرق” يعرف تماماً أصل العلّة الأساسي لذلك،
كان هجومه المُرَكّز ضد “حزب المقاومة”، الذي وضع فائض قوته بتصرّف حليفه “البرتقالي”.
في كلا الأحوال، ما كان وصل من أجواء إلى مقر الرئاسة الأولى عن “تمرّد” “غرندايزر
“، متأثّراً ببيان نادي رؤوساء الحكومات السابقين، الذي حضر اجتماعهم روحاً،
على أن يلتحق بهم جسداً قريباً، آخذاً ثأره من “الإستيذ”، رامياً كرة تفسير التفعيل في ملعب مجلسه،
خرجت كتلة “حزب الله” النيابية ببيان “لطيف” اللهجة، لا يعكس كلام أمين عامه بنبرته العالية وتهديداته،
بعدما بات واضحاً أن حارة حريك “مزروكة بالزاوية” مع إجهاض الإحتمالات الثلاث التي تحدّث عنها سيد “المقاومة”،
وعدم إعطائه ذريعة التحرّكات في الشارع “لِيَفِش” خلقه، خصوصاً أن أولوية “الأصفر” تنكب حالياً على ترميم التصدّعات
داخل “الثنائي الشيعي”، مع تمايز رئيس مجلس النواب الجدّي هذه المرة.
“الكنيسة القريبة ما بتشفي”، يردّد الشاطر حسن في وصفه للحركة الديبلوماسية المستجدّة،
بعدما افتتح الشيخ سعد تلك المرحلة بزياراته الخارجية، قبل أن “يغار” منه الجنرال ويعتمد السلاح نفسه،
علماً أن المسافة بين بيت الوسط وبعبدا قريبة، وإن كانت اليرزة أقرب إلى القصر الجمهوري.