المصدر: محمد علوش | الديار
في أحيان كثيرة يكون القلق بحسب الأولويات، وفي هذه المرحلة من عمر لبنان، ربّما أصبح الخوف من الإرهاب أقل بكثير من الخوف من الجوع، ومن عدم القدرة على تأمين متطلبات العائلة، وهذا حرفيّاً ما نعيشه في كل يوم. الوضع الأمني في لبنان ليس على ما يُرام، سواء بما يتعلق بالجرائم العادية، أو بما يتعلّق بالخلايا الإرهابية.
كشف وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي عن وجود «بعض الخلايا المرتبطة بالارهاب تحضر لعمل مخل بالامن اللبناني»، معرباً عن «خوفه على كل مواطن لبناني»، ومؤكداً أن هذه الخلايا الإرهابية حاولت الدخول سابقاً إلى الشمال».
يرى البعض أن كلام وزير الداخلية هو كإنذار إلى السياسيين المعنيين بتشكيل حكومة وإعادة لبنان إلى السكة السليمة التي لا تؤدي به إلى المهوار، وتُشير مصادر أمنية مطّلعة إلى أن ما تحدّث عنه فهمي ليس مستجدّاً، فالخلايا الإرهابية لم تغادر لبنان مطلقاً، إنما كانت في المرحلة الماضية نائمة بأغلبها.
وتضيف المصادر عبر «الديار»: «الخلايا الإرهابية خفّضت حجم عملها عندما كان الأمن اللبناني ممسوكاً، إذ لم يكن بإمكانها التنفس، وكانت كلّما فكرت بالتحضير لعمل ما تجد نفسها محاصرة، ولكنها اليوم ربّما تشعر بأن الامن في لبنان بات ضعيفاً بسبب كل ما يمر به البلد، وغياب الحكومة، والأهم الوضع الإقتصادي للعناصر الامنيين، لذلك قررت التحرك»، مشدّدة على أن الإرهابيين سيكونون في قبضة الأمن فور تحركهم. وترفض المصادر الحديث عن مخططات الإرهابيين هذه الفترة، مشيرة إلى أن ما يهم اللبنانيين هو معرفة أن الأجهزة الامنية تراقب وتتابع وجاهزة لمواجهة الإرهاب كما كانت في السابق، وهي لن تتراخى في هذه المهمة.
لم يعد بإمكان الخلايا الإرهابية العمل بحرية في أي ساحة لبنانية، ولا يمكنهم تأمين المستلزمات اللوجستية بسهولة، وهذا لن يتغيّر، ولكنهم منذ عام تقريباً حاولوا تنفيذ بعض المشاريع عبر التحركات في الشارع، وتحديداً في شمال لبنان حيث هناك اعترافات من قبل إرهابيين موقوفين بأنهم كانوا من ضمن المشاركين في أعمال العنف التي شهدتها طرابلس في أكثر من مناسبة، لذلك كان التحذير مراراً من خطورة هذه الأعمال.
وتكشف المصادر الأمنية أن مشاركة إرهابيين في التحركات تكررت في الهجوم الأخير على مؤسسات الدولة في طرابلس، والتحقيقات مع الموقوفين أكدت هذا الأمر، مشيرة إلى أن أغلب الخلايا الإرهابية المتمركزة في الشمال معروفة لدى الأجهزة الامنية التي تنتظر تحركها للإنقضاض عليها.
وإلى جانب الخطر الإرهابي، تعبّر المصادر الامنية عن قلقها من خطر ارتفاع منسوب الجرائم في لبنان، مشيرة إلى أن الوضع الإقتصادي يرتبط بشكل وثيق مع الوضع الأمني، وكلّما ساء الأول ازداد سوء الثاني، مشدّدة على أننا حتى اللحظة لا نزال نعيش وضعاً امنياً مسيطراً عليه، ولكن القلق هو من انفلات الأمور والفوضى في اكثر من مكان على أبواب شهر رمضان.
وتؤكد المصادر أن هذا النوع من الخطر قد يكون ضبطه أصعب من ضبط الخلايا الإرهابية، لأنه لا يمكن فرز عنصر أمني لكل حي ومبنى وسيارة ومحل تجاري، داعية إلى تدارك الوضع قبل فوات الأوان.