ضحى العريضي – الكلمة أونلاين
لم يكن “انشقاق” نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي عن “تكتل لبنان القوي” صادماً، فالمسار المتمايز الذي بدأه منذ فترة كان لا بدّ أن يقود لهذه النتيجة. ولكن، ما يبدو مستغرباً بالنسبة لكثيرين أن يذهب الحليف السابق في مواقفه إلى حدّ قد لا يمكن العودة عنه، فهو لم يكتف بانتقاد رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، بل ذهب إلى حدّ دعوة الجيش لـ”إرسال رئيس الجمهورية إلى البيت”.
مواقف الفرزلي لم تمرّ مرور الكرام، إذ سرعان ما أبلغ أنه لم يعد عضواً في “لبنان القوي”، فيما كشف أن أسباب إقالته قديمة وتعود للتمايز الأساسي مع القيادة في التوجه، متحدثاً عن “مخططات تدميرية خلفها باسيل”.
بعد هذا التصعيد الكبير، لا بدّ من السؤال عن دلالات اصطفاف الفرزلي الجديد، وعلاقته بالاستحقاق الرئاسي تحديداً.
عضو “لبنان القوي” النائب روجيه عازار لم يتردد بوضع الإصبع على الجرح مباشرة، عندما أشار إلى أن تمايز الفرزلي عن “التكتل” ليس بالجديد، لكن عندما وصل حدّ التناقض و”تأليب الجيش” اتُخذ القرار بإبعاده أخيراً.
وفي السياق، يتحدث النائب العوني عن عاملين أساسيين وراء تمايز زميل الكتلة السابق، غامزاً من قناة رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي تجمعه بالفرزلي علاقة جيّدة وتفاهم كبير وتنسيق دائم.
والمعلوم أن “الكيمياء” مفقودة بين بري ورئيس الجمهورية ميشال عون والنائب جبران باسيل، وسط عجز الحليف المشترك، أي حزب الله، عن تقريب وجهات النظر.
بالإضافة إلى ذلك، يلفت عازار إلى الانسجام بين الفرزلي والرئيس المكلف سعد الحريري، مناقضاً بذلك مواقف “لبنان القوي” في خضمّ أزمة تشكيل الحكومة.
إذاً، نائب رئيس مجلس النواب حسم خياره واصطفافه على بعد سنة تقريباً من استحقاق الانتخابات النيابية، وهو بذلك يسعى لضمان مقعده النيابي، بحسب عازار. لكن النائب العوني، يستبعد أن يكون لاصطفاف الفرزلي تأثير على الاستحقاق الرئاسي المقبل، قائلا إنه ” لا يقدم ولا يؤخر في هذا الشأن”…