– سكاي نيوز عربية
كانت بداية إدخال معامل الكبتاغون إلى شمال شرق لبنان في عام 2011 وهو عام اندلاع الثورة السورية والانفلات الأمني التي شهدته الحدود اللبنانية السورية، حيث نشطت عمليات تصنيع حبوب الكبتاغون في أماكن خارجة عن سيطرة الدولة داخل الأراضي المحاذية للحدود اللبنانية السورية.
وهذه المناطق هي القصير وريف دمشق، حيث أحكمت السيطرة عليها مجموعات تابعة للنظام السوري وحزب الله وحتى عام 2017 تم إحصاء أكثر من 60 مصنعاً بين كبير وصغير لإنتاج حبوب الكبتاغون المنشطة معظمها في محافظة البقاع اللبناني الشمالي وعلى الحدود المتاخمة لسوريا، حيث كانت هذه الأراضي خاضعة لسيطرة من قوى أمنية معروفة ومحسوبة على سوريا.
وصار يتم تسويق إنتاج هذه المعامل تحت سلطة الأمر الواقع والسوق المستهدف هو سوق المملكة العربية السعودية،
حيث تعاونت القوى الأمنية اللبنانية مع قوات الأمن السعودية على كشف عشرات عصابات التهريب من لبنان إلى داخل المملكة.
وفي لقاء تم تسريبه في عام 2019 عن أحد المهندسين الكيميائيين العاملين في هذه المعامل قال فيه إن المعمل
كناية عن مختبر أدوية يتم استيراد قطعه من الخارج تحت بند صنع أدوية ولوازم طبية وصيدلانية
ويحتاج فقط إلى دكتور في الكيمياء الحيوية لإنتاج حبوب منشطة للذهن تبقي الإنسان مستيقظاً لمدة 48 ساعة متواصلة.
أما أكبر مصانع الكبتاغون في لبنان فقد اكتشف في عام 2014 تحت حسينية الزهراء في مدينة بعلبك شمالي البقاع اللبناني،
والسوق المستهدف دائما لتسويق إنتاجه هو سوق المملكة العربية السعودية.
وكشف الكيميائي المذكور لأحد المواقع المتخصصة أن المادة الرئيسية التي تدخل في صناعة الكبتاغون
هي مادة الكافيين ونشاء الذرة وأسيد الفوميت، التي يتم إدخالها إلى لبنان من سوريا عبر معابر غير شرعية.
وقال أيضا إنه “كان يتم توضيب الحبوب في صناديق يتسع كل واحد منها إلى 40 ألف حبة ويباع بـ5 آلاف دولار،
وسجلت إحدى أكبر عمليات التهريب في عام 2017 داخل حبات من البطاطا شبيهة بالبطاطا الطبيعية
ولكنها صنعت من البلاستيك، وتم ضبط المصنع الذي تم استيراده من الصين وضبط البطاطا البلاستيكية المحشوة بحبات الكبتاغون في السعودية”.
وفي مطلع العام الحالي 2021 تم دهم مصنع صغير في بلدة يونين قرب بعلبك وصودر منه أكثر من 3 كيلو غرامات
من حبوب الكبتاغون.
وأوقفت السلطات خلال الأعوام الماضية العديد من المهربين،
أبرزهم أمير عربي في أكتوبر 2015، حاول مع 4 آخرين كانوا يهمون بتهريب نحو طنين من حبوب الكبتاغون،
موضبة داخل طرود في طائرة خاصة، كانت متجهة من بيروت إلى السعودية.
كما ضبطت في نيسان ما يزيد على 800 ألف حبة كبتاغون قيمتها نحو 12 مليون دولار كانت مخبأة في شاحنة براد ومتوجهة إلى بلد عربي.
وتنشط مصانع حبوب الكبتاغون في مناطق عدة في لبنان،
أبرزها في البقاع شرق، وفي شمال البلاد، كما يصنّع في سوريا والعراق ويصدّر بشكل خاص إلى السعودية،
بحسب ما جاء في تقرير للمرصد الفرنسي للمخدرات.
ويصنّف مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة الكبتاغون على أنّه أحد أنواع الأمفيتامينات المحفزة،
وعادة هو مزيج من الأمفيتامينات والكافيين ومواد أخرى.