بولا اسطيح – الكلمة أونلاين
لا ينفك رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب والوزراء المعنيين بالشأنين المالي والاقتصادي يؤكدون انه لن يكون هناك رفع للدعم قبل اعتماد بطاقات تمويلية للأكثر فقرا ولأؤلئك الذي سيصبحون تحت خط الفقر بعد هذا القرار المرتقب اتخاذه كحد اقصى مطلع شهر حزيران. الا ان حقيقة الامر اننا نتجه حتما لرفع الدعم فيما مصير هذه البطاقات في مهب الريح.
وبحسب المعلومات ، فان طلب دياب المساعدة من قطر لتأمين تمويل البطاقات رغم ما كان قد تم الاعلان عنه انها ستمول من قرض صندوق البنك الدولي البالغة قيمته 246 مليون دولار، مرده ان الاموال المرصودة من خلال هذا القرض تغطي الذين يرزحون حصرا تحت “الفقر المدقع” اي ٢٠٪ من الشعب اللبناني، وهؤلاء لدى وزارة الشؤون الاجتماعية داتا واضحة ومفصلة عنهم. الا ان رفع الدعم في ظل الانهيار المتواصل لسعر صرف الليرة وفقدان ٩٠٪ من الرواتب قدرتها الشرائية سيؤدي، بحسب مصادر رسمية الى افقار ٤٠٪ آخرين، ما يرفع عدد العائلات المحتاجة للبطاقات التمويلية من ١٦٠ الفا (عدد العائلات الاشد فقرا) الى اكثر من ٦٠٠ الف عائلة لا يوجد اي تمويل مرصود لها حتى الساعة، اضف ان لا داتا لدى اي من الوزارات تحدد هذه الفئة.
وفي هذا الشأن تقول مصادر وزارية انه حين يتأمن التمويل ويتخذ قرار دعم هذه الفئة سيتم اطلاق منصة للراغبين بالحصول على المساعدة ليتم التأكد بعدها من احقيتهم بها من خلال آلية واضحة وعبر اكثر من طريقة وبخاصة من خلال عملية تؤدي لتشابك الداتا الخاصة بكل شخص والتي تمتلكها الوزارات والادارات المعنية.
ويؤكد كل ما سبق ان مصير بطاقات اكثرية محتاجيها، اي ٤٠٪ من اللبنانيين في مهب الريح خاصة وان لا وجود لاي مؤشر بأن اي جهة داخلية او خارجية قد تمول هذه البطاقات. وتشير المعلومات الى عدم وجود حماسة قطرية للاستجابة لطلب حسان دياب في هذا المجال، علما انه كان قد اشار الى ذلك بطريقة او بأخرى
بحديثه عن “قرار سياسي لعدم مساعدة لبنان في هذه المرحلة”، باشارة الى قرار اقليمي- دولي مشترك
اما بما يتعلق بالذين يرزحون تحت فقر مدقع وسيحصلون على مبلغ شهري من خلال قرض البنك الدولي،
فحتى الساعة لم يحسم امر ما اذا كانوا سيتلقون هذا المبلغ بالدولار او الليرة اللبنانية،
في ظل معلومات عن اعطائه بالليرة وفق سعر المنصة الجديدة التي يفترض ان يطلقها
مصرف لبنان والمرجح ان تحدد سعر صرف الدولار الواحد ب١٠ آلاف ليرة.
اذا من المتوقع ان يجد ٤٠٪ ممن كانوا يعتبرون من الطبقة المتوسطة واصبحوا مؤخرا تحت خط الفقر،
خلال اسابيع، انفسهم غير قادرين على شراء سلع غذائية اساسية بعد رفع الدعم بغياب اي آلية لمساندتهم،
ما ادى لاستنفار الاجهزة الامنية كما مجموعات المعارضة للتعامل مع المرحلة المقبلة. فاذا كانت الاجهزة تستعد
للتعامل مع فوضى قد تتحول شاملة، فانه وبحسب المعلومات، فان مجموعات المعارضة تستعد هي الاخرى لمواكبة المرحلة
من خلال انكباب على توحيد صفوفها وكلمتها بهدما اكتشفت ان تعدد “الرؤوس”
والقرارات في المرحلة الماضية ادى لانحسار تأثيرها ودورها.
بالمحصلة، يترك اللبنانيون اليوم لمواجهة مصيرهم الاسود وحيدين.. قسم لا بأس به منهم حزم حقائبه وغادر
من دون ان يلتفت وراءه، قسم عمد الى تخزين ما استطاعه واخذ كل احتياطاته كي يصمد بوجه صيف سيكون حار جدا،
اما القسم الاكبر فلا يجد نفسه الا متفرجا على مستقبله ومستقبل اولاده يضيع من بين يديه بعدما تحول همه
الوحيد تأمين لقمة العيش واصبح كل ما عدا ذلك “ترفا” بعيد المنال.