بقلم نبيل هيثم – الجمهورية
ثمة من يعتقد أنّ أزمة الصادرات الزراعية إلى السعودية تنحصر في مخدّرات تمّ ضبطها موضّبة داخل شحنة رمّان في ميناء جدّة.. ولكن في المقابل، ثمة من يعتقد ايضاً أنّ القصة أكبر بكثير. هي أكثر من «كبتاغون» مخبأ في «رمانة». هي في الحقيقة «قلوب مليانة».
ثمة من يبرّر للمملكة اي خطوة تتخذها لحماية امنها ومجتمعها، واتخاذ اي خطوة رادعة بحق من يحاول المساس به، والاجراء الذي اتخذته بحق لبنان هو إجراء طبيعي من بلد يتعرض لاستهداف خطير جدا في امنه ومجتمعه عبر تهريب المخدرات. وبالتالي، هو ألقى الكرة في اتجاه الجانب اللبناني ليوقف هذا الآفة التي تخرج منه او تعبر من خلاله.
وفي المقابل، ثمة من يعتبر ان ما حصل، الى جانب شواهد عدة، يوحي بأن شحنة «الكبتاغون» هي فصل جديد من محاولات اقليمية ودولية لخنق لبنان أكثر فأكثر. وكل ما جرى منذ سنتين على الأقل يشي بأنّ هناك قراراً بأنه ينبغي على لبنان أن يسقط، وفق سيناريوهات يبدو أن وتيرتها باتت أقل سرعة مما كان مخططاً له.
الخطأ الأساسي هنا، في لبنان، حيث باتت كل العوامل التي تسوّق لفكرة «الدولة الفاشلة»، التي يريدها الخارج، قائمة في كل نواحي الحياة السياسية والإدارية المهترئة، ولعل الأزمة الحالية مع السعودية قد كشفت عن جانب صغير منها، حين نعلم أنّ ثمة مرسوماً بتعزيز قدرات السلطات الجمركية ما زال اسير أدراج الخلافات والمحاصصات… وربما العمولات التي ما زالت مأمولة في بلد مفلس.
كل ذلك يفتح الباب أمام علة العلل التي تكرّس فشل الدولة في التصدي لأبسط التحديات التي تواجه أمنها الاجتماعي والاقتصادي والغذائي، والمتمثلة في منظومة العلاقات السياسية التي ما زالت تناقضاتها تحول دون الدفع بالبلاد، ولو بخطوة واحدة، باتجاه الإصلاح أو بالأصح الإنقاذ، والتي بات الكل، في الداخل والخارج، يعرفونها جيّداً: تشكيل الحكومة الجديدة