“رمان الكبتاغون”… هل ما يُثبت تورّط حزب الله؟

المصدر: ليبانون ديبايت

بعد اتّهام حزب الله بأنه وراء شحنة “رمان الكبتاغون”، اعتبر المحلّل والكاتب السياسي فيصل عبد الساتر، في حديث عبر “ليبانون ديبايت”، أن “مافيا المخدرات لا تعترف لا بأطراف سياسية ولا بأديان ولا بنظم ولا بدساتير ولا بقوانين”، لافتاً إلى أن “المخدرات هي آفة عالمية، وكائناً من كانت الجهة التي تتعامل بمثل هذه الممنوعات يجب محاربتها، وكائناً من كانت الدولة المستهدفة، يجب الوقوف إلى جانبها”.

لكن عبد الساتر، توقف عند قضية إحباط المملكة العربية السعودية لعملية تهريب حبوب الكابتاغون إلى داخل أراضيها، سائلاً: “ماذا يعني أن يكون هناك شحنة معبأة داخل أكواز من الرمان تأتي إلى الأراضي اللبنانية وتستهدف المملكة العربية السعودية، حتى يُصار إلى إصدار قرار من السعودية بمنع دخول المنتجات الزراعية إلى داخل المملكة ومنع عبورها أيضاً؟”.

ورأى أنه “إذا كانت كل دولة تتناول موضوع المخدرات بهذه الطريقة، فإذا لتُغلق كل الدول منافذها الحدودية وتسد جميع أبواب تهريب المخدرات في كل أنحاء العالم، ولكن هذا الأمر غير منطقي، لأن طبيعة العلاقات بين الدول تفرض حركة إستيراد وتصدير، ومافيات المخدرات تنتظر الفرص لانتهازها، للقيام بعمليات واسعة دوليّاً”.

ولفت إلى أن “كل ذلك لا يعني أن هذا العمل قام به حزبيون أو جهات سياسية”، معتبراً أن “الجدول الذي وضعته هيئة مكافحة المخدرات السعودية يتحدث عن إحباط عشرات العمليات من دول عدّة، كان لبنان ربما في الدرجة الأدنى منها”، لافتاً إلى أنه “لم نسمع من السعودية أي قرار عالي النبرة، مثلاً حول الإمارات التي تعتبر من الدول الأولى التي ترسل المخدرات إلى السعودية، أو حول الشحنة الكبيرة القادمة من الأردن التي تمّ إحباطها منذ أشهر قليلة، وقبلها شحنة قادمة من تركيا، إضافة إلى دول أخرى”.

وسأل عبد الساتر، “ماذا نسمي أمير الكابتاغون الذي قُبض عليه في لبنان وهو لا زال في السجن،

الذي جاء بطائرة خاصة وكان يريد شحن الملايين من حبات الكابتاغون، هل سمعنا موقفاً سعوديّاً في هذا الإطار؟”،

لافتاً إلى أن “اتهام حزب الله بشحنة الرمان جاء في سياق الحملة الممنهجة التي يخوضها الاعلام السعودي،

ومعه بعض وسائل الإعلام المحلية والدولية”، معتبراً أن “اتهامه بالشحنة يتطابق مع الرؤية السعودية – الأميركية،

ومع الأسف “الصهيونية” في جعله المسؤول عن كل ما يحصل في لبنان، وعن كل ما يستهدف أمن ومجتمعات الدول العربية”.

وأشار مستغرباً إلى أنه “جاء في قناة “الإخبارية السعودية” ما يلي: رمان إيراني يأتي إلى سوريا،

حيث حزب الله لديه معامل للكبتاغون ويُشرف عليها، وهناك تمّ تعبئة الرمان بحبوب الكبتاغون الذين أتوا بها الى الأراضي اللبنانية،

حيث يملك حزب الله نفوذاً واسعاً، ومن ثمّ تمّ شحن هذه البضاعة إلى داخل المملكة العربية السعودية عبر مرفأ بيروت”.

واعتبر عبد الساتر أن “هذا الكلام الذي يروّج له الإعلام السعودي يفتقر إلى المنطق، والوقائع المُستند عليها غير مبنية على أسس صحيحة،

وما قيل عن أن المستودع في منطقة البقاع الاوسط مستأجر من قبل سوريا الجردية،

وعن أن شخصا إسمه “حسن دقّو” قد حصل على الجنسية اللبنانية بمرسوم التجنيس

الخاص الذي أصدره رئيس الجمهورية بالـ2018 كله، كلام عار عن الصحة”.

وأكد أن “الغاية من كل ذلك هو إلصاق التهمة بحزب الله، لتخرج بعض الشخصيات في لبنان،

وتقول ان الحزب يريد أن يدمّر علاقات لبنان مع السعودية وأن إيران هي التي تدعم هذا الأمر، وهذا كله “ردح”

كقصائد الزجل التي لا قيمة لها على الإطلاق،

ويأتي ذلك في سياق الحملة المبرمجة والممنهجة لتبرير الحصار الذي اتخذه النظام السعودي بحق اللبنانيين، وهذا الحصار ماضٍ إلى حيث يريد السعودي والأميركي في تجويع وتركيع واللبنانيين”،

سائلاً: “من هي الجهة المستوردة المستفيدة من المخدرات داخل السعودية؟ ولماذا لم يتمّ الكشف عنها بعد؟

ومن هي الشركة المصدّرة من لبنان؟”.

في سياق آخر، علّق عبد الساتر على قضية اعتقال الملحن سمير صفير في السعودية، قائلاً:

“نحن في الواقع أمام قضية لم نعرف منها إلّا عنوانها، لكن المعلوم أن صفير لديه علاقات جيدة مع شخصيات سعودية عديدة،

فهو فنان وملحن قدّم ألحان كثيرة إلى فنانين لبنانيين وعرب. كما أنه رجل غير خفي في مواقفه السياسية،

هو المؤيد للتيار الوطني الحر ولرئيس الجمهورية إلى أبعد الحدود، وربما يختلف معه البعض في كيفية إظهار هذا التأييد،

ولكن هذا حقه الشخصي، أسوة ببقية الفنانين والمثقفين والاعلاميين في لبنان،

الذي ذهب بعضهم أكثر من سمير صفير بكثير في حدّية المواقف”.

وتابع: “أولاً، إذا كان الفنان يُحاكم أو يعاقب على وجهة نظره السياسية، فيما يتعلق بسياسات بلده، وتأتي دولة أخرى وتحاكمه،

فهذا أمر خطير ولا أعتقد أنه ممكن أن يكون مقبولاً لا من قريب ولا من بعيد، ثانياً،

الفنان سمير صفير توجه إلى السعودية تلبية لدعوة وُجهت إليه من قبل وزارة الإعلام السعودية،

للمشاركة بحفل تكريم لشخصيات، ثم جاء الأمن السعودي واقتاده من مكان إقامته دون أن يكشف أسباب هذا الاعتقال،

وحتى الآن الأمن السعودي لم يصدر أي بيان يتعلق بهذا الموضوع،

والأخبار عنه مقطوعة وهذا الأمر مخالف لكل الأنظمة والقوانين، وهو انتهاك فاضح للحق الانساني”.

وختم عبد الساتر: “على السلطات السعودية إعلام السلطات اللبنانية بطبيعة الأمر، وعن سبب الإعتقال،

ومن ثمّ تُبحث القضية وإن كانت محقة أم لا، وبالتالي يُبنى على الشيء مقتضاه.

ولكن الثابت في الموضوع أن الفنان سمير صفير ذهب إلى السعودية في دعوة رسمية،

ومن يدعو شخصية عليه أن يحترم أصول الدعوة، وإن لم يكن هناك احتراما للدعوة، فلماذا يُدعى فلان وفلان إلى ضيافة دولة أخرى؟”.

Exit mobile version