المصدر: بلومبرغ
بدأت الشركات في توظيف العمالة، في حين تتراجع البطالة في معظم الاقتصادات المتقدِّمة على أمل أنَّ اللقاحات ستحتوي في النهاية تفشي وباء فيروس كورونا، لكن لم تبدأ كل الوظائف بالعودة.
دفع تفشي وباء فيروس كورونا الموظفين الأكبر سناً إلى خارج سوق العمل، كما أدى إلى تعميق عدم المساواة، فقد يشعر العمال ذوو الدخل المنخفض بوطأة الأزمة.
ويحذِّر الاقتصاديون من أنَّه مايزال أمامنا طريق طويل لنقطعه قبل أن تعود العمالة على مستوى العالم
إلى ما كانت عليه قبل تفشي وباء فيروس كورونا.
فيما يلي لمحة سريعة عن تعافي الوظائف في أكبر الاقتصادات المتقدِّمة:
أمريكا
يخلق سوق العمل الأمريكي المنتعش مزيداً من فرص التوظيف، بوتيرة أسرع مما توقَّعه العديد من خبراء الاقتصاد وأرباب العمل.
وارتفعت الوظائف غير الزراعية بمقدار 916 ألف وظيفة في شهر مارس الماضي،
مما أدى إلى تجاوز متوسط تقديرات خبراء الاقتصاد الذين توقَّعوا زيادةً بمقدار 660 ألف وظيفة.
لكن هناك ثغرات، إذ ما يزال هناك ما يقرب من مليوني سيدة في القوى العاملة أقل مما كان عليه قبل تفشي وباء فيروس كوفيد.
وأما بالنسبة للسيدات السود على وجه الخصوص؛ فإنهن يتخلفن عن المجموعات الأخرى من العاملين على صعيد زيادة الوظائف
وتتوقَّع شركة “بلومبرغ إيكونوميكس” أنَّ البطالة الأمريكية ستنخفض إلى أقل من 6% في الربع الحالي،
ثم تتجه نحو 5.1% في الربع الأخير قبل أن تنخفض إلى 4% في نهاية عام 2022.
اليابان
العمالة المرنة في اليابان تخفي ضعفاً أساسياً، إذ ما تزال نسبة الوظائف المتاحة منخفضة بشكلٍ حادٍّ عن مستويات
ما قبل تفشي وباء فيروس كورونا، مما يعكس ضعف التوظيف في الفنادق، والمطاعم، والحانات.
ويفوق عدد العاطلين عن العمل عدد الأشخاص الذين خرجوا من سوق العمل أو في إجازة،
في حين يستمر عدد الذين يغادرون القوى العاملة في الازدياد.
وتتوقَّع شركة “بلومبرغ إيكونوميكس” أن يرتفع معدل البطالة في اليابان إلى حوالي 3% في الربع الثاني من العام الجاري،
إذ تضرب تدابير احتواء الفيروسات المتحوِّرة قطاع الخدمات.
ألمانيا
كان سوق التوظيف الألماني أكثر مرونة من البلدان الأوروبية الأخرى بسبب اعتماد الاقتصاد بشكل أكبر على التصنيع
حتى مع استمرار تأثر آلاف الشركات بقيود الحدِّ من تفشي وباء فيروس كورونا، التي جرى تمديدها مؤخراً.
ومع ذلك، فإنَّ العديد من الشركات تتعرَّض لضغوط بسبب الإغلاق لمدة ما يقرب من ستة أشهر،
وما يزال أمام سوق العمل طريق طويل قبل الدخول في مرحلة التعافي الكامل.
وتتوقَّع شركة “بلومبرغ إيكونوميكس” أن ينخفض معدل البطالة في ألمانيا إلى 4.2% في الربع الأخير من العام الجاري،
وأن يصل إلى 4% في نهاية عام 2022.
المملكة المتحدة
تراجع سوق العمل في المملكة المتحدة بشكلٍ غير متوقَّع في شهر مارس الماضي،
فقد انخفضت جداول رواتب الشركات لأوَّل مرة منذ أربعة أشهر، وخرج المزيد من الأشخاص من سوق القوى العاملة.
وقد جرى تسليط الضوء على البطالة طويلة الأمد بين الشباب باعتبارها مصدر قلق خاص.
ومايزال إجمالي العمالة أقل بنحو 800 ألف مما كان عليه قبل تفشي وباء فيروس كورونا.
وتتوقَّع “بلومبرغ إيكونوميكس” أن تصل البطالة في المملكة المتحدة إلى ذروتها عند 6% في الربع الأخير من العام الحالي،
قبل أن تنخفض إلى 4.8% في الربع الأخير من عام 2022.
فرنسا
في حين انخفض عدد الباحثين عن عملٍ في فرنسا من أعلى مستوى له على الإطلاق أثناء قيود الإغلاق الأول،
مع بدء تفشي وباء كورونا، لكن ما يزال العدد أعلى من مستويات ما قبل الأزمة،
وكان حوالي مليوني شخص ما يزالون يعملون وفقاً لأنظمة العمل قصيرة الأجل في شهر فبراير الماضي.
وتشير الزيادة الكبيرة في تسجيلات التدريب إلى أنَّ العمال الفرنسيين يتوقَّعون حدوث تحولات جوهرية في سوق العمل.
وتتوقَّع “بلومبرغ إيكونوميكس” أن يرتفع معدل البطالة في فرنسا إلى 8.3% في الربع الثالث من العام الجاري،
قبل أن ينخفض إلى 8% في الربع الأخير من عام 2022.
إيطاليا
فقدت إيطاليا حوالي 896 ألف وظيفة منذ بداية تفشي وباء فيروس كورونا في شهر فبراير الماضي.
وكانت واحدة من أولى الدول التي أصيبت بالفيروس، الذي تبعه إغلاق صارم أدى إلى انكماش الناتج الاقتصادي بنحو 9% العام الماضي.
وانخفض معدل البطالة إلى 10.1% في شهر مارس الماضي بدلاً من 10.2% في الشهر السابق.
وتظلُّ السيدات، والشباب، وقطاع الخدمات الأكثر تضرراً من تداعيات تفشي وباء فيروس كورونا.
وتتوقَّع “بلومبرغ إيكونوميكس” أن ينخفض معدل البطالة في إيطاليا إلى 9.4% في الربع الأخير من العام الجاري،
قبل أن ينخفض إلى 8.9% في نهاية عام 2022.