الحريري يرمي ورقة التكليف بوجه الفرنسيين والعهد: كلّفوا أحداً من هؤلاء…
بولا اسطيح – الكلمة أونلاين
أصبح رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أقرب من اي وقت مضى من الاعتذار. القريبون منه، من قيادات ونواب تيار “المستقبل” والذين كانوا حتى الامس القريب متمسكين بمعادلة “اعتذار الحريري مقابل استقالة عون”، يعتمدون اليوم مقاربة مختلفة تماما للامور، وهم باتوا يعرضون وباسهاب للاسباب الموجبة لاتخاذ هكذا قرار.
فليس خافيا على احد ان المخاض التي تشهده المنطقة وطاولات المفاوضات الممتدة من فيينا الى العراق مرورا بدمشق، لا تساعد الحريري في فرض شروطه لانجاز عملية تشكيل الحكومة.. هو يشعر بنوع من الانتكاسة التي فاقمها الموقف الفرنسي الذي كان “يشد ظهره به”…اذ يفهم من مصدر قريب من رئيس “المستقبل” انه خائب من التوجه الباريسي الجديد والذي يأتي وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لادريان ليثبته في بيروت، بحيث ان الادارة الفرنسية باتت تتعاطى مع كل المسؤولين اللبنانيين بنفس الطريقة وتضعهم في سلة واحدة، حتى ان العقوبات التي تهدد بها تطال الجميع، ومن ضمنهم الحريري ونواب ووزراء سابقين في “المستقبل”…
ولعل ابرز ما يحبط الحريري هو اخلال باريس بوعودها، فاندعاته ليتكلف من جديد في تشرين الاول الماضي يقف خلفها لا شك الفرنسيون الذين كانوا على ما يبدو اغروه بتأمين غطاء اقليمي ودولي وحل مشكلته مع السعودية وصولا لضخ مليارات الدولارات في الاقتصاد اللبناني المتداعي، ما يتيح له العودة الى السراي الحكومي كفارس على حصان أبيض أتى ينتشل البلد من الانهيار ويعيده الى امجاده السابقة.
كان الحريري يعي تماما ان المهمة الفرنسية لن تكون بسيطة،
لكنه لم يتوقع ان يشهد على فشل فرنسي مدو في هذا المجال وصولا لقرار بتركه في منتصف الطريق.
هنا يقول المصدر:”اذا كان هناك توجه خارجي سواء فرنسي او غيره لدفعنا الى الاعتذار فنحن سنكون سباقين في هذا المجال..
فكل ما كان يغرينا بالتكليف سعينا لانقاذ البلد، اما وقد قرر الجميع عدم التعاون وترك البلاد والعباد لمصيرهم،
فسننسحب ليتحملوا مسؤولية ما اقترفت ايديهم.. سنرمي ورقة التكليف بوجه الرئيس عون
ومن خلفه رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل كما بوجه اي طرف خارجي بات كل همه ان يلتحق بالتسويات التي يتم اعدادها للمنطقة”.
يدرك الحريري ان الامور لم تصل لخواتيمها، وان كان على يقين ان كل المؤشرات
لا توحي بخواتيم سعيدة أقله له ولفريقه السياسي.. هو ومقربون منه باتوا على يقين ان التقارب الايراني- السعودي
او حتى السعودي-السوري سيعيدان تعويم فريق العهد في لبنان وبالطبع سيزيدان نفوذ حزب الله،
لذلك يدعو المصدر هؤلاء الى “تكليف فؤاد مخزومي او فيصل كرامي تشكيل الحكومة الجديدة..
فلنعد لصفوف المعارضة ونتفرج عليهم كيف سيديرون دفة السفينة التي اصبحت بجهودهم تحت الماء..
فليتحملوا مسؤولية الانفجار الاجتماعي الكبير المقبل”. اما عن موعد اعلان الانسحاب والاعتذار،
يقول المصدر:”قد يتم ذلك خلال اسبوعين”.
بمقابل الانتكاسة “الحريرية” نشوة عونية.نواب وقياديو “التيار” بدأوا سريعا
وبعد الاخبار التي وصلت عن تقارب سعودي- سوري يتزامن مع حوار ومفاوضات بين الرياض وطهران،
بالحديث عن اضاحي سياسية تسبق عيد الاضحى. وهنا يقول مصدر عوني:
” لكن يبدو وبعد التهافت على اعلان قرب اعتذار الحريري ان الاضاحي ستقدم باكرا..
وهي لا شك لن تقتصر عليه بل سنشهد الاحجار تتهاوى كما في لعبة الدومينو.
” ويضيف المصدر:”كنا على ثقة ان المتغيرات آتية ولصالحنا بعد اشهر وبالتحديد
بعد الانتخابات الرئاسية السورية وتلك الايرانية ولكن ما كنا ننتظره ونتوقعه حصل خلال اسابيع”.
يعول العونيون على نهضة مقبلة بعد نجاحهم باحباط الحريري ودفعه للاعتذار. بالمقابل تبدو نظرة “المستقبل”
للقادم من ايام تشاؤمية مع اقترابنا من مرحلة الارتطام…ايا كانت نظرة هذا او ذاك، يبقى ان نرصد ما يطبخ اقليما ودوليا..
فهناك بيت القصيد.هنا الكثير من الكلام والشماتة والمزايدات والزكزكات.. اما هناك فيتقرر مصير البلد..
هذا الواقع اللبناني المرير.. شاء من شاء وابى من ابى.