المصدر: ليبانون فايلز
قد تكون «المناورات الإسرائيلية» التي بدأت منذ ساعات هي الأكبر والأهم بتاريخ الكيان الصهيوني، ولكنها بكل تأكيد لا تعني اندلاع الحرب مع لبنان خلال أيام، رغم أن هذا الإحتمال يظلّ قائماً، كما كان في السابق، وتحديداً منذ انتهاء حرب تموز عام 2006، فهذا العدو لا يؤتمن على شيء، لذلك قد تكون مفهومة استعدادات المقاومة، تحسباً.
هي من المرّات النادرة التي يصبح فيها خبر «استنفار» المقاومة على الحدود الجنوبية متداولاً بكثرة في وسائل الإعلام، ولكن هذا الأمر بحسب مصادر مطّلعة لم يأت من فراغ، فالمقاومة تقصّدت انتشار خبر جهوزيتها، لأن الحرب الإعلامية مع العدو باتت مهمّة للغاية، مع التأكيد على أن «الإسرائيليين» يدركون، قبل انتشار الخبر، أن المقاومة في لبنان جاهزة وحاضرة ومواكبة لكل مناورتهم الحربية.
هي المرّة الأولى التي تُجري فيها «إسرائيل» مناورة تُحاكي حربا شاملة ضد حزب الله و»حركة حماس»، مع إطلاق مكثف للصواريخ من جميع الساحات على الجبهة الداخلية، وتملك المقاومة في لبنان معطيات تجعلها حذرة من هذه المناورة أكثر من السابق، ولكن للحرب شروطها وظروفها، وأسئلة تحتاج إلى أجوبة، على شاكلة «هل أصبحت «إسرائيل» قادرة على خوض الحروب دون رضى الأميركي؟».
تُشير المصادر إلى أن «الإسرائيليين» ممتعضون للغاية من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بسبب الملف الإيراني، خاصّة بعد أن سمعوا تأكيدات أميركية باقتراب العودة إلى الإتفاق بشكله السابق، أي من دون إدخال أي ملف جديد على التفاوض، وهو ما كانت «إسرائيل» تُطالب به طوال الفترة الماضية، لذلك هناك من يقول أن «الإسرائيلي» يريد تخريب ما يتم العمل عليه بين الأميركيين والإيرانيين، وهو لا يملك وسيلة لذلك سوى رفع حرارة المواجهات في محيطه، وهو ما بدأ العمل عليه في القدس، وما سيحاول العمل عليه مع حزب الله في الجنوب.
وتضيف المصادر: «يعتقد أصحاب هذا الرأي أن «الإسرائيليين» يعلمون أنهم بحاجة ماسّة إلى الدعم الأميركي في أي مواجهة، ولكنهم يعتبرون أن الولايات المتحدة الأميركية، بحال اندلعت الحرب، ستدعم «إسرائيل» ولو عنوة، لأن تركها لوحدها هو من سابع المستحيلات، وبالتالي قد يكون من الممكن جرّ الولايات المتحدة إلى الحرب».
بالمقابل هناك من يقول، بحسب المصادر، أن «الإسرائيليين» لا يملكون جرأة الدخول في حرب دون الضوء الاخضر الأميركي، خاصّة في ظلّ هذه الظروف التي ترفض فيها الإدارة الأميركية التصعيد في المنطقة بشكل كامل، مشيرة إلى أن هؤلاء يستندون إلى الرسائل التي أرسلها بايدن إلى دول الخليج العربي بالأيام الماضية بضرورة منع التصعيد وكبح جماح التوترات، وهذا ما يؤكد أن بايدن يريد الهدوء لتحقيق النجاح في الملفات التي يعمل عليها، خاصّة أنه يسعى لإنهاء المسألة الإيرانية للتفرغ إلى ملفات مهمّة للغاية بالنسبة إليه.
لا شكّ أن «الإسرائيلي» يُعاني من أزمات داخلية قد تجعله يتّجه إلى انتخابات نيابية خامسة، ولا شكّ أنه يعيش القلق جرّاء المحادثات الإيجابية بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، أو بين إيران والمملكة العربية السعودية، لذلك فإن الهروب إلى الأمام بالنسبة إليه لن يكون إلا بالتصعيد، إنما يبقى السؤال هو ما إذا كان التصعيد سيصل إلى حدود الحرب أم سيبقى مربوطاً بما يجري في القدس من جهة، والمناورات والرسائل الصاروخية في سوريا من جهة أخرى.