سابين الأشقر – الديار
في وقتٍ بدأ عدّاد كورونا يُسجِّل انخفاضاً، حتّى بدأت السلالةُ الهنديّة تُشكّلُ مصدرَ قلقٍ لدى الّلبنانيّين، فالبشرةُ بتسجيل معدّل إصابات منخفض نسبيّاً لم تكتمل على وقع انتشار السلالة الهنديّة في إثنتين وعشرين دولة حول العالم، وعلى وقع الصور والفيديوهات المُرعبة والمؤلمة الّتي انتشرت من الهند على مواقع التواصل الإجتماعي، كما وحملات التبرّع لتأمين ماكينات أوكسيجين للشعب الهندي.
أسئلةٌ تراود اللبنانيين جميعاً؛ هل المتحوّر الهندي وصل إلى لبنان؟ وعلميّاً، ما هو هذا المتحوّر؟ هل قرار حظر دخول المسافرين القادمين من الهند والبرازيل هو الحلّ؟ وأخيراً هاجسُ الّلقاحات، أي فئة لا يجب أن تأخذ لقاح أسترازينيكا؟
السلالةُ الهنديّة في الأراضي الّلبنانية؟
يقول الدكتور عبد الرحمن البزري، رئيس الّلجنة الوطنيّة للقاح كورونا في حديثٍ لـ «الديار»، أنّ «الطّفرة الهنديّة، تُعتبر طفرة ناجحة، إذ يمكنها تجنّب مناعة الإنسان والإنتقال لنقل العدوى أكثر، لكن ليس بالضّرورة أن تزيد من حدّة المرض. ولا سبب يدعي للشكّ في فعاليّة اللقاحات ضدها حتى الساعة».
بين من يدّعي وصول السلالة إلى لبنان وبين المعطيات على أرض الواقع، يقول البزري، أنّ «السلالة الهنديّة لم تصل بعد إلى لبنان. نظريّاً السلالة واردٌ انتشارُها بما أنّها انتشرت في عدّة بلدانٍ أخرى نظراً لعلاقات الهند مع دول العالم، لكن لم تُثبت حتّى الساعة أي معطيات تُشير إلى أنّها وصلت إلى لبنان».
بين إقفال المطار وفحوص الـ PCR…
لاقى قرار حظر دخول المسافرين القادمين من الهند والبرازيل إلى لبنان عبر مطار بيروت الدّولي اعتراضاً من قبل الجالية اللّبنانية وخاصةً في دولة البرازيل، إذ وبحسب ما كان يجري في السنوات السابقة، تتحضّر العائلات الّلبنانيّة في البرازيل لقضاء العيد مع عائلاتهم ولتمضية العطلة الصيفيّة في لبنان. وعن الفوضى الّتي أحدثتها التوصيات الحكوميّة بشأن إقفال الحدود مع دولتي الهند والبرازيل، السؤال يطرح نفسه: هل التوصيات تُصنَّف على أنّها توصيات علميّة ومنطقيّة أم أنّها تبقى في خانة التوصيات الحكوميّة؟
في هذا السياق يقول البزري، أنّ «توصيات الّلجنة الوطنيّة كانت تنصّ على أنّ الحلّ لمنع وصول السلالتين إلى لبنان هو الإلتزام بالحجر المنزلي الجدّي للوافدين من الهند أو البرازيل، و إجراء فحوص الـ PCR، كذلك التّشدّد في المطار.
أمّا عن وجوب إغلاق الحدود فيقول البزري «توصياتنا كلجنة علميّة كانت في الأساس عدم منع السّفر، وتسكير الحدود، لأنّ تسكير المطار مع البلدين تأثيرهُ الايجابي سيكون ضعيفاً بما أنّ السلالة الهنديّة وصلت إلى إثنتين وعشرين دولة، أي أصبح من الصعب تحديد الجهات الّتي يمكن أن تصل منها حالاتٍ حاملة لهذه الطفرة». من هنا وبحسب ما صرّح البزري، أهميّة طرح ملف القادمين من البرازيل في الاجتماعات المقبلة لناحية الإجراءات المُتَّخذة.
خوفٌ من السلالة الهنديّة والسبب؟
يقول د. البزري أنّ «الخوف من السلالة الهنديّة أكثر من السلالة البرازيليّة يعود لسببين رئيسيَّين:
-الأوّل: يتعلّق بعلاقات الهند، إذ أنّ علاقتها مع دول العالم تختلف عن علاقات البرازيل. هناك تقاطع بين الهند والعديد من دول العالم بما أنّها دولة كبرى عالميّاً على الصعيدين الإقتصادي والتجاري، أي التخوّف أكبر من أن تصل السلالة إلى دولٍ أكثر من المتحوّر البرازيلي الّذي اقتصر وجوده على بعض الدول البرازيليّة النائية. كما وأنّ المتغيّر البرازيلي كان بعيداً عن لبنان بحكم ضعف حركة السّفر حالياً من البرازيل.
-الثاني: يعود إلى أنّ الموجة الهنديّة وانتشار عدد الإصابات بهذا الشكل الكبير في الهند، جعل العالم في خوفٍ من المتحوّر نظراً لقدرته على الإنتشار بسرعة»، لكن وبحسب البزري فإنّ «إمكانيّة انتشار السلالة الهنديّة بشكلٍ أسرع وأكبر لم تُبيّنهُ وتُثبتهُ حتّى الّلحظة أي دراسة حول العالم».
آخرُ التوصيات بشأن لقاح «أسترازينيكا»
بعد التطمينات بشأن لقاح أسترازينيكا خاصّةً بعد الدراسات العالميّة الّتي وجدت ارتباطاً وثيقاً بين هذا الّلقاح والتّجلّطات، يبقى السؤال هل لقاح أسترازينيكا آمن؟ وهل ايجابيّاته تفوق السلبيّات المتوقَّع حدوثها؟ يجيب البزري قائلاً «من المفترض عدم إعطاء لقاح أسترازينيكا بتاتاً لمن هم دون الثلاثين عاماً».
هل سنتمكّن من السيطرة على وضع الوباء الحالي ونتصدّى لمنع دخول السلالة الهنديّة؟ وهل ستُطرح تسهيلات السفر، خاصّةً للجالية الّلبنانية في البرازيل مع حلول فصل الصيف؟ وأمام هذا الواقع، التمنّي الوحيد لدى جميع الّلبنانيّين، هو عدم العودة من جديد إلى نقطة الصفر في ملفّ «كورونا» والوضع الصحي.