المصدر: الأنباء الكويتية
رأت سفيرة لبنان في الأردن ترايسي شمعون، المستقيلة إعتراضاً على سياسة نحر لبنان وقهر اللبنانيين، أن “المبادرة الفرنسية فتحت باب الحلول لإنقاذ لبنان، إلا أن السلطة الحاكمة لا تملك الإرادة والرغبة لتشكيل حكومة في الوقت الراهن”.
وإعتبرت في حديثٍ لـ”الأنباء الكويتية” ضمن مقال للصحافية زينة طبّارة، أن “طابع الصراع بين بيت الوسط وفريق رئيس الجمهورية ميشال عون شخصي بالدرجة الأولى، والغاية منه حماية المستقبل السياسي لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وسياسي بالدرجة الثانية، بحيث تمتد عناصره الى رغبة حزب الله في انتظار ما سينتج عن مفاوضات فيينا بين طهران وواشنطن”
وأشارت إلى أن “إغراق لبنان بمن فيه، من اجل تعويم باسيل وضمان استمراريته في المعادلة السياسية، جريمة موصوفة بحق اللبنانيين، فمن العتمة القادمة بسبب سلفة الكهرباء، إلى أزمة النصاب في المجلس الدستوري بسبب وفاة عضوين منه، الى الأزمة المنتظرة بعد انتهاء مدة مجلس القضاء الأعلى أواخر الشهر الجاري، ناهيك عن جملة الأزمات التي سبقت ما تقدم، كلها مؤشرات دامغة الى وجود مخطط لتفكيك البلاد عبر إنهاء دور المؤسسات، والاكتفاء بإدارتها من خلال مجلس الدفاع الأعلى الخاضع لقيادة الفريق الرئاسي، وذلك فقا لنموذج العام 1990”.
ورداً على سؤال، أكدت شمعون أن “أزمة تشكيل الحكومة أصبحت معقدة للغاية،
وبالتالي فإن إعتذار الرئيس المُكلّف سعد الحريري عن تشكيل الحكومة لن ينتج عنه أي صدمة إيجابية لصالح لبنان
ومستقبل اللبنانيين، لا بل سيأتي بفريق عمل تنفيذي من لون واحد، على شاكلة حكومة الرئيس حسان دياب المستقيلة،
الأمر الذي سيئول حكما الى امتناع المجتمع الدولي عن التعاون مع لبنان، ما يعني من وجهة نظر شمعون
ان بقاء الرئيس الحريري مكلفا أفضل من اعتذاره، لكونه يشكل حاجزا صلبا ومنيعا أمام مشروع العودة الى حكم اللون الواحد والتحكم بمصير لبنان”.
وعليه، لفتت شمعون إلى أن “الصورة الراهنة تؤكد ذهاب لبنان الى الانهيار الكامل والكلي،
معربة عن خشيتها من ان يصل غياب الضمير والمسؤولية لدى السلطة الحاكمة
الى حد استعمال ما تبقى من الاحتياط الإلزامي في مصرف لبنان، ومن ثم تسييل الذهب،
في محاولة غير مسؤولة لشراء الوقت، وتمرير المرحلة دون انفجار شعبي كبير بوجه العهد،
وذلك إلى حين انجلاء صورة التطورات الإقليمية ومسار المفاوضات الأميركية – الإيرانية”.
وختمت شمعون مشيرة إلى أن “المطلوب بإلحاح وسرعة هو انتخابات نيابية مبكرة كأمل وحيد متبق لدى اللبنانيين،
أقله حتى الساعة، لتغيير الواقع المأساوي الراهن، ولقطع الطريق على ما يخطط للبنان.