المصدر: أخبار اليوم
باريس فقدت صبرها إزاء طبقة السياسية اللبنانية التي تدفع البلد إلى الانتحار، ولأجل إحياء مبدارتها الخلاصية دفعتّ بالاتحاد الاوروبي لفرض عقوبات على سياسيين لبنانيين، إنّ بسبب إعاقتهم تشكيل الحكومة أو بسبب فسادهم. ولم يكشف الجانب الفرنسي عن الأسماء المعنية لأسباب تكتيكية، بحيث يبقى سيف العقوبات مسلطاً على الأطراف كافة.
وبعد مناقشة رسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون – وهي الثالثة الموجهة الى المجلس النيابي- والتي لمّ تأت بإيجابية، لا بل جاءت عكسية، وبالتالي زادتّ من حدّة التشنجات بين المتخاصمين، وانتهت امام خيار توصية اصدرها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، يحضّ فيها على استعجال تأليف الحكومة والتي تعتبر “بوابة نجاة”.
وحذّر دبلوماسي فرنسي في حديثه الى وكالة “اخبار اليوم” من هذا التخبّط الذي يعيشه السياسيون في لبنان، غير آبهين بمصير الشعب اللبناني، في حين انّ بلاده وشركاءها الدوليين اصبحوا على العتبة الأخيرة لفرض العقوبات على الساسة في لبنان”. واشار الى انّ من ينظر الى باريس على انها ضعيفة او مترددة، فهو واهم ولم يذق “اظافرها” بعد.
وتابع المصدر: واشنطن وطهران تتعاملان بشراسة في المفاوضات، أياً كان نوعها، سواء النووية أم تلك المتعلقة بإدارة الملفات المشتركة بينهما، وبالتالي الكلام عن ان العاصمتين لا تزالان تمسكان بالملف اللبناني، وبات ممجوجاً، وهذا ما ينطبق ايضا على “لا حكومة إلا بإفراج العاصمتين عنها”، في المقابل تعمل باريس وحدها جاهدة، على خط الفاتيكان والسعودية، واذا كان الامر من دون جدوى سابقا، لكن اليوم ورقة الضغط الحاسمة باتت لدى الاصدقاء الاوروبيين، وخلال في مهلة 10 ايام كحد اقصى ستصدر لائحة الاسماء طويلة، من ضمنها مستشارين معنيين” .
من جهة أخرى، لفتت اوساط سياسية بارزة، عبر “اخبار اليوم” الى “انّ باريس تستعد لمرحلة التنفيذ بإعلان عن صياغة مقترحات ملموسة لفرض تحرك عملي مع الشركاء في الاتحاد الأوروبي، موضحا ان الموقف الفرنسي يتزامن مع فشل مساعي جمع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مع رئيس التيار جبران باسيل، اضافةً الى التعنتّ المستمر، والتشبث بالمواقف التي ما زالت على حالها، والذي جوبه بعراك حادّ على حلبة المجلس النيابي منذ ايام”.
كما اكدتّ الاوساط، “انّ فرض عقوبات على باسيل، وعلى المقربين من رئيس الجمهورية سيكون له تأثير مباشر على تأليف الحكومة، وربما تذهب بمنحى آخر وتُصبح في خبر كان، فدوائر القرار الفرنسية تحملّهما مسؤولية ” التعطيل الحكومي”.
ورداً على سؤال، اجابت: ” في الساحة لا توجد مبادرات للحلول، وبالتالي مبادرة الرئيس بري هي الوحيدة المطروحة، والأكيد أنه بحال عدم نجاحها، فإنّ الوضع سيزداد سوءاً والضغوط الخارجية ستتزايد. وخصوصاً أنّ لبنان كله معلقاً في انتظار تسويات إقليمية على خط العلاقة بين الولايات المتحدة وطهران، “لوقتها يكون قدّ فات الأوان”، ختمت الاوساط.