المصدر: ليبانون فايلز
رغم تلاشي فريق 14 آذار وسقوط تفاهم “معراب” وتراجع “الثورة” وتفكك التحالفات وعدم تجاوب الحلفاء وتربّص الأخصام وشدّة الحملات وكثرة الصعوبات وقلَّة الحيلة، وفي ظل ضبابية النهايات، بدا لافتاً أن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ما يزال يواصل، بلا كلل ولا ملل،
شقَّ الطريق لبلوغ طموحه الرئاسي وتحقيق مشروع حزبه السياسي.
مما قام به “الحكيم” في هذا الإطار، ويؤشر إلى تمتعه بفائض من الثقة بالنفس، على سبيل المثال لا الحصر، ما يلي:
– اقتراح جعجع على المشاركين في الاجتماع الاقتصادي المالي، الذي عُقِد في بعبدا بتاريخ 2 أيلول 2019،
تغيير الطاقم الحكومي السياسي والإتيان بحكومة لا تضم سياسيين، رغم أن التغيير المُقترَح منه قد يطاله وحزبه.
– مسارعة جعجع إلى إعلان “استقالة وزراء “القوات” من حكومة الرئيس سعد الحريري،
وذلك بعد يومين من اندلاع انتفاضة 17 تشرين الأول 2019، رغم أن رئيسها لم يكن قد استقال بعد.
– مواظبة جعجع على المطالبة بإجراء انتخابات نيابية مبكرة، رغم شدة الخيبة
من تردّد كتلة “المستقبل” والمُتبقّين من كتلة “اللقاء الديمقراطي” في الاستقالة،
ومن سرعة تكتل “لبنان القوي” في رفض نداء “الاستقالة معاً” الذي أطلقته “القوات” من بكركي،
ومن عدم تأثير استقالة نواب حزب “الكتائب اللبنانية” وبعض النواب المستقلين من مجلس النواب.
استخدام جعجع “تكتيك عسكري”، سيُمَكَّنه قريباً من تحويل الإصرار على مطلب الانتخابات النيابية المبكرة
إلى “حاجز سياسي استباقي” مزدوج المهمة، الأولى: منع المس بالقانون الانتخابي النافذ، والثانية: قطع الطريق على محاولة تمديد ولاية مجلس النواب الحالي.
– إطلاق جعجع يد محازبي ومناصري “القوات” في القيام بأي رد فعل في الشارع، من دون التوقف عند المحاذير والتبعات والمخاطر.
سعي جعجع لأن يكون “الأقوى مسيحياً”، لا أحد الأقوياء على الساحة المسيحية،
وبالتالي المرشح “الطبيعي” لرئاسة الجمهورية، وفي الوقت نفسه “الند الكامل” للشركاء على الساحة الوطنية.
– رفض جعجع مساعدة أي كان خلال سعيه الرئاسي، تفادياً لأن يكون له شريك ينغِّص عليه أموره طوال عهده.
– تبنَّي جعجع شعار “التغيير والإصلاح”، الذي تخلَّى عنه “التيار الوطني الحر”، ومباشرة تطبيقه، حسب الظاهر، على مرحلتين منفصلتين، من منطلق: “إن لم يكن التغيير أولاً، فلا إصلاح أبداً”.
في الخلاصة، وبخلاف منافسيه غير الواثقين من مآل طموحاتهم، يمكن القول عن جعجع: “شو واثق من حالو”. أيضاً، وفي ظل اقتصار تأثير المجتمع الدولي “مؤخراً” على فرض ودعم إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، يمكن اعتبار أن “جعجع مدعوم”.
العبرة دائماً بالخواتيم، لا في النتائج الخادعة أحياناً خلال فترة التحضير.