المصدر: ch23
آخر ما ينقص هذا الشعب المسكين الذي لا يعلم “من وين ولا من وين بلاقيها” هو أن يتم خداعه عبر نشر أخبار كاذبة وشائعات تهدد صحته النفسية والجسدية احيانا! وللاسف فإن هذا الشعب المسكين ذاته ما بصدق على الله ويكمش خبرية حتى يبدأ بتداولها ونشرها مع اضافة رشة بهارات لبنانية خاصة تجعل من الحبة قبة.
انتشرت رسالة على تكبيق واتساب مفادها ان لوك مونتانييه وهو أحد اكبر علماء الفيروسات قد صرح في مقابلة تلفزيونية بأن كل من تلقى اللقاح لديه عامين على اكبر تقدير قبل ان يموت. من يعرف لبنان وشعبه ومن عاش هنا فترة انتشار فيروس كورونا يعلم أن الشعب بالكاد اقتنع بوجود كورونا ومن اقتنع ربطه مبشارة بمؤامرة وعند الاعلان عن وجود لقاح للفيروس “طلعت الصرخة” بين مؤيد ومعارض للقاح، وتحجج المعارضون بنظريات اخذوها من هنا وهناك واكدوا على هدفها السياسي المخيف والغامض! ما نود قوله هو أن فكرة المؤامرة موجودة أصلا في دماغ الشعب، ولا ينقصه ابدا افكار واخبار واشاعات مثل هذه! بالطبع سيصدقها، بل سيأخذها معه اينما ذهب دون محاولة التأكد من المعلومة، لأنه ببساطة يود اثبات وجهة نظره!
ما علينا فالخبر انتشر، والصرخات سُمعت، والويلات لم تهدأ! وحتى بعد تكذيب الخبر وتوضيح ان الخبر كاذب وهو اشاعة وتضليل ومحاولة للتسلية عبر بث الرعب في نفوس الناس. ولو أن للخبر مصدرٌ واضح كان يجب ان يُحاسب ويساق الى المحاكم، لان مثل هذه الاخبار قد تخل بامان وراحة المواطنين، وتحرض على اللقاح الذي يشكل الفرصة الاخيرة للنجاة من هذا الفيروس اللعين! ولكن هذه مشكلة مواقع التواصل الاجتماعي، كل شيء حقيقي حتى دون مصدره، ودون حاجة للتأكد من صحته… والابشع انه لا مجال للمحاسبة!