صونيا رزق- الديار
بالتزامن مع الانهيارات الاقتصادية والمالية والمعيشية التي يعيشها لبنان واللبنانيون، وإقفال كل الطرق المؤيدة الى التشكيلة الحكومية، مع ما يرافقها من تداعيات على البلد، عادت التقارير الامنية التي تحذر من مرحلة صعبة مرتقبة في لبنان، على بعد اسابيع قليلة معدودة، وهذه التقارير الخارجية معالمها مصرية، تتلاقى مع مخاوف داخلية من حدوث شيء ما هو قيد التحضير قد يحدث تغيّيراً، لذا تنتشر المخاوف من بلبلة وتحرّكات في الشارع، تحمل الطابعين الطائفي والمذهبي، لإحداث تصعيد قد يتطوّر الى ما هو اكبر من ذلك، أي فوضى عارمة على وقع إشتعال الشارع بالتظاهرات والاعتصامات، وقيام بعض الاحزاب الفاعلة بإحياء ثورة 17 تشرين، لكن على مستوى صاخب لانّ الاوضاع المعيشية لم تعد تحتمل، من دون ان تستبعد حدوث عمليات سرقة ونهب، بسبب العوز بعد ارتفاع سعر صرف الدولار، الذي يحلّق من دون أي سقف، وبغياب مَن يلجم صعوده.
الى ذلك لا ينفي نائب سابق على علاقة بمسؤولين امنيين كل هذه التحذيرات،
مؤكداً صحة ما يُردّد منذ ايام عن إمكانية حدوث «خربطة « امنية، لافتاً الى انّ مؤشرات الحراك الشعبي
الذي عاد لينطلق في عدد كبير من المناطق اللبنانية، بسبب الجوع والفقر وارتفاع اسعار السلع بشكل جنوني،
« سيفعل فعله « قريباً. واشار الى انّ التقارير المحذرة نقلتها القاهرة الى المسؤولين اللبنانيين،
مع لوم تجاههم بسبب سياسة “الترقيع” المؤقت التي تقوم بها السلطة ضمن فترة زمنية محدّدة،
اذ تلجأ الى حل القليل من المشاكل العالقة منذ عقود، وآخرها ما جرى لحل أزمة الكهرباء، وقانون “الكابيتال كونترول”، حيث ينطبق شعار لزوم ما لا يلزم، فيُدبّر المسؤولون أمور المواطنين بالتي هي أحسن أو « بالموجود جود «، فيما تتفاقم الأزمات من تخطيّ الدولار عتبة ال 15 ألف ليرة، مروراً بالعتمة الوشيكة وفقدان البنزين والمازوت والأدوية، وانهيار القطاع الطبي والإستشفائي، وتعطيل كل مقومات الدولة ومؤسساتها، وما يتبع ذلك من تداعيات سلبية على قطاعات العمل، من دون أن يكترث المسؤولون المتناحرون على تسمية وزيرين مسيحيين.
ويرى المصدر بأنّ النهايات المؤلمة لوطن تحمّل شعبه كل المآسي والإنهيارات،
بسبب فساد مسؤوليه، تتطلب ضرورة إحياء ثورة 17 تشرين التي وحدّت اللبنانيين في الداخل والخارج،
على وقع المطالب المحقة، وإنهاء حقبة من الفساد والسرقات التي أوصلت لبنان الى هذا الدرك الخطير،
الى أن اُدخل عليها طابور خامس قضى عليها لفترة، لكن اليوم وفي ظل كل المآسي التي يعيشها اللبنانيون
من فقر وجوع وذل، تستدعي مشاركتهم جميعاً،
لكن شرط تنظيمها وتوحيد مواقفها وليس تشتّتها، مع ضرورة تطبيق شعار ” في الجمع قوة لا يستهان بها “،
فالوجع يطوقهم من كل حدب وصوب، والآتي أعظم مع رفع الدعم المرتقب،
خصوصاً عن السلع الغذائية والأساسية الذي سيُشعل الشارع، لأن الجوع سيعاود توحيدهم من جديد،
كما تشير مصادر الناشطين في الثورة، في ظل معلومات بأنهم يتحضرون لإنتفاضة جديدة تشمل العصيان المدني،
والمطلوب مواكبتهم من قبل المواطنين في كل المناطق اللبنانية، مع تناسي الطائفية والمناطقية والولاء المطلق للزعيم،
وإبعاد الطابور الخامس المُرسل من قبل البعض لخربطة الثورة وإلغائها، والتنسيق الدائم والوعي والتيقظ الى أبعد الحدود،
ضد المترّبصين بهم لإنجاح ثورة الشعب، وإسقاط الفاسدين في الشارع، وإلا ستكون نهاية لبنان الوشيكة،
فالتضامن مطلوب بقوة وليس اعتصام عدد قليل من المواطنين، وإقفال بعض الطرقات لساعات كما يحصل كل ليلة،
لانّ مشاركة كل فئات الشعب بطوائفهم ومذاهبهم، هي التي ستحقق ما نصبو اليه جميعاً،
وعندها نستطيع إزاحتهم ومن ثم محاسبتهم في صناديق الإقتراع، وصولاً الى تحقيق التغيّير وخلق لبنان جديد.