المصدر: ليبانون فايلر
في زمن الاشتباكات السياسية المشتعلة على جميع الجبهات السياسية، والتصاريح والردود النارية المتبادلة بين افرقاء تشكيل الحكومة، وبينما الازمات تراوح مكانها ولا اجواء ايجابية تلوح في الافق، ينذر الاستعصاء السياسي بأن الازمة ستطول.
عند استطلاع موقف نائب رئيس مجلس النواب ايلي فرزلي من مجمل الاحداث السياسية الجارية، ولدى سؤاله حول مشهد التحالفات الجديدة، وهل اصبح رئيس مجلس النواب نبيه بري طرفاً في مفاوضات التأليف الجارية؟ اجاب: “الرئيس بري لم يكن طرفاً في اي وقت من الاوقات، بل صاحب موقف ولديه وجهة نظر في القضايا المطروحة، وان يكون صاحب موقف وان يلعب دوراً ايجابياً من موقعه وثقله هو امر معتادون عليه”.
أضاف: “الرئيس بري زعيم شيعي تمتد جذوره من ارض السيستاني، وانما هو قادر على لعب دور تنفيس اي احتقان والحؤول دون الذهاب باتجاه الصراع المذهبي على مستوى الوحدة الوطنية، ومن خلال ممارسته السياسية فإن دوره غير مخفي واشهد به أمام الله والتاريخ”.
وقال فرزلي: “صحيح ان الرئيس بري لم يخف دعمه للرئيس الحريري ولديه اسبابه الموجبة لذلك، إلا انه في المقابل لم يخف دعمه ايضاً باتجاه ضرورة ايجاد حل لازمة التأليف القائمة، وهو يدرك تماماً ان الحلول تعني اخذ الامور نحو العقلانية والمواقف الوسطية وبالتالي تدوير الزوايا”.
واكد ان “السيد حسن نصرالله أوكل الى الرئيس بري هذه المهمة لسبب بسيط وهو ادراكه قوة الاخير في الحوار مع الحريري و”مونته” عليه، من جهة اخرى هو (السيد نصرالله) يتولى مهمة الحوار مع الرئيس عون من المنطلقات ذاتها ايضاً، وبذلك تذهب الامور الى موقع وسطي بين الطرفين”.
ولم يخف فرزلي عتبه من بيانات رئاسة الجمهورية، التي صدرت منذ يومين، وقال: “قامة برلمانية بحجم بري لا يقال لها “ما إلك علاقة بتشكيل الوزارة”، هذا كلام غير ديموقراطي وغير برلماني، فبالرغم من ان رئيس مجلس النواب غير منوط به تشكيل الوزارة لكن موازين القوى في مجلس النواب تعطي موقعاً متقدماً لرئاسة المجلس في عملية التشكيل”.
وتساءل فرزلي: “ماذا يقول الدستور؟”، مستدركاً السؤال بإجابة: “ان الحكومة تُشكَّل في الساحة البرلمانية وتصدر المراسيم بالاتفاق بين رئيس مجلس الوزراء ورئيس الجمهورية، وهذا يعني ان الاتفاق يجب ان يبنى على قاعدة برلمانية”.
وأردف: “نضع في اولوياتنا ويهمنا ان يكون رئيس الجمهورية هو الراعي الاول لعملية التأليف. لكن وفي الوقت نفسه لا يتوهمن أحد انه هو المسيطر المطلق على العملية السياسية”.
وعن مسار عملية التأليف وما ستؤول اليه الاوضاع: أكد فرزلي ان “امامنا 10 أشهر مفصلية، ستجري خلالها العديد من التغييرات”، واضاف غامزاً من باب التطورات الاقليمية والدولية والتغييرات التي ربما ستحصل في المنطقة: “لا نعلم هل ستبرز معطيات جديدة؟ هل سيكون للمجتمع الدولي دوراً؟”.
وذكّر فرزلي بكلامه عن الجيش منذ 3 أشهر، منوهاً بدور المؤسسة العسكرية انطلاقا من شعوره بأن الانهيار سيشمل جميع المؤسسات في الدولة، وقال: “لذا، ارتأيت ان يستلم الجيش الحكم لفترة 6 او 7 أشهر، ريثما يصار الى اعادة تكوين السلطة”.
وعن زيارة الموفد الفرنسي الى بيروت، رأى انه: “لا يمكننا سوى النظر بإيجابية الى فرنسا ودورها وليس لدينا اخلاقياً الحق بتجاهلها، فهي الدولة الوحيدة التي مدّت لنا يد العون”.