المصدر: الأنباء
6$ على الـWhatsapp كانت الشرارة التي أشعلت الشارع في 17 تشرين. واليوم بعد سلسلة الانهيارات التي توالت على لبنان واللبنانيين، دقّ مدير عام هيئة أوجيرو، عماد كريديّة، ناقوس الخطر منذراً بكارثة جديدة تطلّ برأسها من بعيد. الكارثة اليوم لم تعد 6$ على الـWhatsapp، إنّما صارت تهدّد بانعزال لبنان كليًّا عن “القرية الكونية”.
هل حقًّا سننقطع عن العالم؟ وهل ستؤثّر أزمة المحروقات، التي لا تزال من دون حلّ فعلي، على خدمة الإنترنت فتُعيدنا سنوات إلى الوراء؟
موضوع انقطاع الإنترنت في البلد غير وارد إطلاقاً ومن المستحيل أن تنقطع الشبكة عن البلد إلا إذا حدثت كارثة وإذا توقّفت كهرباء لبنان كليًّا عن تأمين الكهرباء وأنا أستبعد أن يحصل ذلك” يقول كريديّة. ويضيف في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية: “المشكلة في البلد اليوم ليست مشكلة انترنت إنّما هي في أزمة الكهرباء، والتي ستؤثّر على قطاعات الدولة كافة في حال انقطاعها بالكامل”.
هنا بيت القصيد، الكهرباء. تعاني “أوجيرو” كما يعاني جميع الشركات والإدارات والمواطنين من التقنين القاسي، ويلفت كريديّة إلى أنّ “المشكلة الأساسية التي تعاني منها أوجيرو اليوم هي أنّها تتحوّل إلى بديل عن كهرباء لبنان في توليد الطاقة. والمولدات لدينا هي للاستخدام الطارئ أي أنّها تعمل بين الـ4 والـ8 أو 10 ساعات، وليست للاستعمال لمدة تقارب العشرين ساعة يوميًّا، ولأنّها تعمل لفترات طويلة فهذا يؤدي إلى مشاكل ميكانيكية وحمل إضافي. وفي حال توقّفت مجموعات التوليد أثناء انقطاع الكهرباء حكماً ينقطع المواطنون عن الخدمة. ونظراً لذلك كان هناك شبه اجماع واتفاق في لجنة الاتصالات بالأمس، على ضرورة زيادة موازنة أوجيرو من أجل الصيانة والتشغيل”.
مشاكل عدّة تواجهها أوجيرو، فكيف يتمّ التعامل معها، وهل ستؤثّر على الخدمة؟
يجيب كريدية: “العاملون في أوجيرو تأقلموا مع طبيعة المشاكل التي تحدث أخيراً ونعمل على التدخل خلال ساعة من أجل معالجة حماوة المولدات أو تزويدها بالمازوت، وبالتالي فترة الانقطاع عن الخدمة لا تطول”. ويُطمئن أنّ سرعة الانترنت ونوعيّته لن تتأثرا نهائيًّا وأنّ المراكز الأساسية مزوّدة بعدد كافٍ من المولدات كي تبقى الخدمة مستمرّة، قائلاً: “لكن ما قد يحدث هو انقطاع للخدمة فقط في حال انقطاع الكهرباء في بعض المناطق وليس بالضرورة أن يحدث ذلك. ولذلك كنّا نطالب بدعم مؤسسة كهرباء لبنان كي تتمكّن من زيادة ساعات التغذية كي تستطيع كافة القطاعات الاستمرار في العمل”.
يبقى الأهم بالنسبة لكثيرين، التعرفة، فهي لا تزال على حالها في ظلّ الأوضاع الاقتصادية الصعبة وتدهور قيمة العملة الوطنية في ظلّ الضغط الكبير على الانترنت بسبب التحوّل الذي فرضه كورونا والإقفال من عمل في المنزل وتعلّم عن بعد. هنا يوضح كريديّة أنّه “في الوقت الحالي من غير المتوقّع أن يؤثّر أي ممّا يحصل على التعرفة، ولا أنصح بحدوث ذلك لأنه ليس حلّاً عمليًّا أو منطقيًّا إذ ان المواطنين يعانون أساساً من انخفاض للقدرة الشرائية فلا يمكن زيادة التعرفة عليهم أيضاً. وهذا الأمر ليس مطروحاً على طاولة البحث حاليًّا”.
ويختم: “إذا لم يعد هناك محروقات في البلد سيتوقّف كلّ شيء ولكن أستصعب أن يحدث هذا السيناريو أو أن تصل الأمور إلى هذه المرحلة من التدهور. ونحن في أوجيرو نعمل على أن نكون على جهوزية تامّة واستعداد لمعالجة أي مشاكل ميكانيكية أو مشاكل في الشبكة وطالما أن هناك طاقة الخدمة لن تتوقّف”.
في زمن الأزمات، خبر قد يكون أشبه ببشرى، بعد تحوّل حقوقنا إلى ترف، في بلد لم يعد ممكناً فيه توقّع ما قد يحصل!