المصدر: لبنان 24
بين مَن هو مرتاح على وضعه ويريد الحكومة delivery ، وبين مَن يرغب بتأليف حكومة توفّر الfresh dollar لمشاريع عبر الوزارات الدسمة وتعيد له العمولات على الاستثمارات، وبين مَن يضع نصب عينيه تأليف حكومة تتصدى لأداء العهد، فالاكيد أنه ، بقدر ما تتسارع أسهم تشكيل الحكومة في الهبوط يوما بعد يوم، بقدر ما يحلق سعر صرف الدولار والذي قد يصل في المقبل من الايام إلى 25000 ليرة وفق ترجيحات احد الاقطاب السياسيين البارزين في “فريق 8اذار”، وهذا ما سيدفع، بحسب القطب نفسه، إلى أحداث اجتماعية والى فوضى وتحركات في الشارع لا سيما وان قطع الطرقات عاد الى الواجهة في اليومين الماضيين.
اليوم عصرا يطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله للحديث عن التطورات المحلية والانتخابات الرئاسية الإيرانية وبعض الملفات الإقليمية، علما انه، وفق مصادر مقربة من حزب الله ،فإن السيد نصر الله سيركز في الشق الحكومي على ضرورة تأليف الحكومة بالاتفاق بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع تركيزه على تمسك الحزب بمبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري وضرورة وضع الشروط كالثلث المعطل وغيرها جانبا، علما ان المصادر نفسها تفضل عدم التطرق الى مسألة رفض “التيار الوطني الحر” منح الثقة للحكومة، رغم اقتناعها بضرورة اعطاء الثقة، لكنها تقول إن الأمر يناقش في اللقاءات التي تعقد بين الجانبين ويفترض ايجاد صيغة تراعي الجانبين. كما سيركز السيد نصر الله في الشق الداخلي على الوضع الاقتصادي وازمتي المحروقات والدواء وملفي الدعم والبطاقة التمويلية.
ثمة من يعتبر ان كلمة السيد نصرالله ستقتصر على تصويب بعض النقاط في الملف الحكومي والتأكيد على صلب العلاقة مع الرئيس بري واستمرار التفاهم مع التيار الوطني الحر رغم التباينات. وفي هذا الاطار يقول قطب سني بارز في 8 اذار، ان “لا حل للازمة اللبنانية الراهنة الا بتدخل خارجي، مستطردا بالقول لا اقصد المجتمع الدولي او الدول الأوروبية او الولايات المتحدة او روسيا، ما اقصده تدخلا سعوديا ، وبصريح العبارة تعاونا سعوديا سوريا مصريا، فهذا التعاون المشترك في لبنان من شأنه ان يشكل مدخلا لدعم أوروبي ودولي حقيقي للبنان وقطاعاته ومؤسساته”.
ويأمل القطب نفسه” أن تثمر اللقاءات السعودية – السورية تفاوضا من شأنه ان ينعكس ايجابا على سوريا ولبنان والعلاقات مع دول الخليج التي ثبت ان لا غنى للبنان عنها، مع إشارة الى ان تباشير اي حل على مستوى السين -سين تبقى مفاعيله اقوى من اي مفاوضات نووية على لبنان، فتوسع نفوذ الدول الاقليمية في لبنان لم يكن له اي ارتدادات إيجابية على مستوى حل ازمات لبنان الاقتصادية والمالية، هذا عطفا عن ان المواقف الاوروبية لا سيما الفرنسية منها تقتصر على مطالبة المجموعة اللبنانية المعنية بالتشكيل بوضع حد للتعطيل، من دون أن تصل إلى المرجو من المبادرة الفرنسية التي تبناها المعنيون بالشكل فقط بعيدا عن التنفيذ، هذا فضلا عن ان سلاح العقوبات الاوروبية خارج التطبيق بفعل الحسابات الاوروبية والانقسامات تجاهه”.
ومع ذلك، تقول اوساط نيابية ان العقد داخلية بامتياز وهي مرتبطة حصرا بالحصص والحسابات السياسية البعيدة المدى، وبالتالي ترجح المصادر احتمال ان تكون القوى السياسية غير راغبة بتاليف حكومة أيضا وهذا احتمال منطقي،بحسب رايها، لأن مهمة الحكومة ستكون اكثر من مستعصية سواء على صعيد الخلافات السياسية او على صعيد اجتراح للحلول للازمات الاقتصادية والتي لن تكون شعبوية على الاطلاق، وهذا الامر قد يؤثر سلبا على خوض المعنيين الانتخابات وتحقيق ما يصبون إليه.