بقلم بولا اسطيح – Alkalima Online
لا يود رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ان تكون عودته هذه المرة الى بيروت كسابقاتها، اي ان يكتفي بأن يعاين عن قرب انفجار المزيد من الازمات بوجه اللبنانيين من دون ان يتمكن من تحريك ساكن، علما انه في “بوز المدفع” وبالتالي كل ما يجري ينعكس سلبا على قاعدته الشعبية التي كما قواعد معظم الاحزاب اللبنانية تشهد استياء ونقمة غير مسبوقة يرجح ان تنعكس بوضوح في صناديق الاقتراع خلال اقل من سنة.
يدرس الحريري جديا القيام بخطوة مفصلية خلال ايام او ساعات ولكنه يدرك ان رياح رئيس المجلس النيابي نبيه بري قد لا تجري بما تتمناه سفنه، لذلك ينتظر ان يعرض على رئيس “أمل” خياراته قبل السير بأحدها بالتوافق والتفاهم والتنسيق معه على اعتبار انه عرابه السياسي وحليفه الاستراتيجي الوحيد في هذه المرحلة.
وبحسب مصادر مطلعة على الملف الحكومي فهو اليوم امام ٣ خيارات لا رابع لها:
الاول، مواصلة سياسة حرق المراحل والاعصاب على وقع التهاب الشارع والاقتراب اكثر من اي وقت مضى من حافة الانفجار، لاعتقاده بأن ذلك سيدفع “الثنائي” عون- باسيل مرغما لتقديم التنازلات المطلوبة او انه سيؤدي لحركة دولية كبيرة تفرضه فرضا على فرقاء الداخل فيعود الى السراي كما كان يتوقع عند اتخاذه قرار طرح اسمه مرشحا وحيدا لرئاسة الحكومة، اي بدعم خارجي كبير يلحظ توفير الاموال اللازمة للنهوض بالبلد، فيكون مخلص اللبنانيين القادم على حصانه الابيض.
اما الخيار الثاني، فتقديم اعتذاره بعد اقناع بري بأن كل دقيقة في هذا الموقع تأكل من رصيده السياسي والشعبي، فينضوي بحينها في صفوف المعارضة في مرحلة يشكل التواجد فيها في المعارضة “لعبة ذكية”،
سواء شارك في تسمية رئيس جديد للحكومة وامن له الغطاء ليدير الانتخابات
على الا يكون من احد منافسيه والا يكون مرشحا للانتخابات ام قرر ترك الساحة لعون
وباسيل وحزب الله ليختاروا بديلا يشبه حسان دياب لا يحظى بأي نوع من الدعم، سواء السني الداخلي او العربي او حتى الدولي.
اما الخيار الثالث الذي يدفع باتجاهه بعض نواب وقياديي “المستقبل”
فتقديم الحريري تشكيلة جديدة لرئيس الجمهورية يحرجه فيها ويرفع عن نفسه اي مسؤولية
داخلية ودولية خاصة في ظل الاصوات الكثيرة التي تطالبه بذلك انطلاقا من البطريرك الماروني بشارة الراعي
وصولا لباريس وواشنطن. اذ تعتبر هذه العواصم انه طالما الحريري ممسك بورقة تكليف عليه
ان يبادر بطرح تشكيلة ثانية بعد مرور اشهر على تشكيلة اولى رفض عون توقيعها.
وسينتظر الحريري بعد تقديم تشكيلته الثانية التي ستكون على الارجح شبيهة بالاولى
مع تعديلات طفيفة رد فعل رئيس الجمهورية الذي ان رفضها ايضا سيتحمل بصدره كل تبعات ذلك،
سواء لجهة تحليق اضافي في سعر صرف الدولار او لجهة اي تحركات شعبية ستكون عندها موجهة ضده مباشرة.
وتعتبر المصادر ان اعتذار الحريري بعد قيامه بهذه الحركة سيكون
“ضربة معلم” خاصة اذا بقي الوضع الاقليمي والدولي على ما هو عليه اي غير متحمس
كما كان في السابق لعودة الحريري الى السراي.
وبحسب المعلومات يبدو الحريري اقرب من اي وقت مضى من خيار الاعتذار سواء تم ذلك مباشرة او بعد تقديمه
تشكيلة جديدة يعرف مسبقا ان الرئيس عون لن يقبل بها، الا ان الحسم ينتظر ما سينتهي اليه لقاؤه ببري الذي ينتظر
بدوره ما سيرشح عن الاجتماع الاخير الذي ضم وزراء خارجية اميركا وفرنسا والسعودية
على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة الـ 20 وبحث بالملف اللبناني.