سيدة تتحدث عن معاناتها في مطار بيروت: أخذوا منّا فرحة اللقاء

المصدر: ch23


تسود حالة من الفوضى في مطار بيروت بحجة اتخاذ اجراءات في مواجهة كورونا، بحيث تغيب أي أطر تنظيمية. المعاناة لا تقتصر على القادمين الذين يشكون من انتظار حقائبهم لساعات طويلة، بل تشمل المواطنين الذين يصلون إلى المطار لاستقبال المغتربين، فهؤلاء وبعد أن يجتازوا طوابير السيارات أمام محطات البنزين في الطرق المؤدية إلى المطار، يفاجأون بإلزام كل السيارات بالدخول إلى موقف السيارات، وما أدراك ما حال الموقف، زحمة سيارات ولا مواقف تتسع. ليس هذا فحسب، بل يُمنع المواطنون من الدخول إلى باحة الإستقبال الداخلية، بحجة مراعاة الإجراءات الصحية المتعلقة بكورونا، ويُحشر جميع المنتظرين في الباحة الخارجية، وكأنّ كورونا لا يزور سوى الباحة الداخلية فقط.


ما يحصل في المطار لخّصته سيدة توجهت إلى هناك لاستقبال أختها القادمة لتمضية إجازتها مع أهلها، ودوّنت معاناتها على مجموعة خاصة بالعائلة. ننقلها بحرفيتها، علّ المعنيين يبادرون إلى وضع حدّ لهذه المهزلة:
وصلت مبارح على المطار لاستقبل أختي يلّلي واصلة من السفر، بعد العجقة يلّلي لا توصف على الطريق، بسبب تلات صفوف السيارات الطويلة العريضة الناطرة تعبّي بنزين من محطة الأيتام، وبعد جهد جهيد نجحت في الوصول إلى أوّل حاجز على طريق المطار، وبعد أن قطعته وصلت إلى الحاجز الثاني الموجود على مدخل موقف المطار، وكانت القوى الأمنية عم تجبر كل السيارات تفوت تصفّ بالموقف، وعم بتقول للعالم إنو الطريق مقطوع بقرار، وما حدا في يفوت لجوّا، يعني للطريق العام يلّلي قدّام طريق المطار، إلّا يلّلي معو تصريح بالدخول، ومسجّل إسمو على الجداول يلّلي معهن، وإلّا لا تتعب ولا تشقى ، فتت على الموقف وما أدراك ما الموقف، حمّام ومقطوعة ميّتو، وبتكون أمّك داعيتلك إذا بتلاقي محل تصفّ السيارة، والحمدلله بعد كم لفّة وبرمة،ضهرت سيارة وشكّيت محلّها، ونزلت مشي الى الطريق العام أمام مدخل طريق المطار، لأن الدخول إلى باحة الإستقبال الداخلية ممنوع بسبب إجراءات الكورونا ،أمًا الباحة الخارجية وما أدراك ما الباحة الخارجية ،العالم مكدّسة فوق بعضها متل الكبيس،كيف ما بتطلّع بتشوف ناس،يلّلي ناطر على درابزين الموقف، ويلّي قاعد على حّفّة الرصيف أو حتى على الأرض ويلّي ملقّح على الغازون حدّ الرصيف، او لاقي لقي على أحد أحواض الزريعة قدّام مدخل المطار، أو حتى واقف على الطريق، ويلّي كان محظوظ لقا محل يوقف قدّام مدخل المطار، وسط مئات الناس الموجودة، ويلّي واقفين محشورين حشر، حيث لا كورونا ولا من يكورنون، لا إجراءات خاصة، لا خطة منظمة للدخول والخروج ،لا آلية معيّنة لمساعدة هالكمّ الهائل من البشر، يلّي حضر لإستقبال الأحبّة يسعد بشويّة لحظات من الفرح ومن الأمل ،بس لاء فشر، كل شي برجّعو لأرض الواقع، واقع أنّه ببلد مأزوم، من راسه لكعب إجريه، كيف ما بتطّلع فوضى وعجقة وذلّ وإذلال، وناس حزينة وناس مذلولة وناس مستغربة ومتسائلة، وناس يائسة ومستسلمة، ولك شوووو هيدا يا عمي شووووو هيدا يعني معقوووول يلّي عم بيصير،يا ضيعانك يا لبنان، بس كتيررررز يلّلي عم بيصير فينا، عنجد كتيرررر هلقد، مرمسة يومية وإذلال يومي وما في مسؤول، وصلت الطيّارة على الوقت وهيدي الشغلة الوحيدة يلّي على الوقت، لأنّو كل شي تاني كان خارج إطار الزمان والمكان نظرة لختم الباسبور ونطرة لل PCR، وبعد نطرة ساعة على الشنط ما في شنط ولا شنطة وصلت، وبعد ساعتين من وصول الطائرة ضهرت أختي على الباحة الخارجية حزينة تعبانة مهدهدة، وأنا كنت صرت ماي من الشوب ومن الوقوف ساعتين كاملتين، أخدوا منّا حتى فرحة اللقاء، المستفيد الوحيد كان مستثمر موقف مطار بيروت يلّي دفّع كل سيارة ١٥ ألف ليرة، والخاسر الأكبر الشعب اللبناني والمغترب اللبناني، والأجنبي يلّي حبّ يزور لبنان، إذا هيك مبلّشة كيف بدا تخلص يا عيب الشوم، يا ضيعانك يا لبنان.

Exit mobile version