فن - منوعات

لكلّ هذه الاسباب… أيّها اللبناني “خلّيك بالبيت”

المصدر: ام تي في

غريبةٌ هي الزّحمة في كلّ مكان، وكأنّ الحياة في لبنان سوف تتوقّف بعد حين، إنّها العاصفة قبل الهدوء، وربمّا قبل النهاية، نهايةُ كلّ شيء.

ما هو مستغربٌ أكثر، ذاك الصّمت المدوّي في صفوف السياسيّين والمسؤولين والحكّام، أولئك القوم، لا رجلَ واحداً بينهم يأخذ على عاتقه المهمّة الشاقّة، وهي مصارحة الشّعب العظيم بحقيقة واحدة تُجيب على هذه الاسئلة: لماذا يحلُّ بنا هذا البؤس؟ ما هي الخطيئة الكبرى التي ارتكبناها؟ ماذا ينتظرنا بعد؟ ولكن، على مَن تقرأ مزاميرك يا داود…. على من بات عدوّ الشّعب اللّدود؟

يُحكى في دهاليز القصر عن زيارة تُحضّر لرئيس الجمهورية الى الشقيقة سوريا، ولا نستغرب إن كان الرّئيس ليس على علمٍ بها بعد، “كلّ شيء بوقتو حلو”، تماماً كما يُخبرونه عن معاناة الشّعب. قد يُخطّط الرئيس المكلّف في سرّه لجولات جديدة وتضييع المزيد من الوقت، أمّا ذاك المُعتكف، المُستقيل والمُستسلمُ، فيُصلّي أن تنتهي رحلته الفاشلة في جنّة الحكم.

لا رجلَ بينهم ينصح الناس أقلّه بما عليهم فعله قبل الانهيار والانفجار، الكلمتان الاكثر إستعمالاً في لبنان، لذا فإنّنا، سنتولّى هذه المهمّة، وسنقول لكم “من الآخر”: خلّيك بالبيت! ليس لانّ المتحوّر الجديد وصل الى لبنان، بل لانّ الخروج من المنزل بات يُسبّب الكثير من المآسي والاحزان، إنّه باختصار حرقٌ للوقت والمال والاعصاب.

“خلّيك بالبيت” لانّ لا بنزين كما يقولون، ولانّ وقفة الذلّ اليوميّة لا تليق بكَ أيّها اللبناني.
“خلّيك بالبيت” لانّ لا جدوى من العمل مقابل راتبٍ لا يكفي لاطعام أولادك خبزاً وخضاراً.
“خلّيك بالبيت”، لانّك إذا تعثّرت وأنت تمشي، لا طوارئ تستقبلُك، ولا من يداويك.
“خلّيك بالبيت”، لانّك إذا خرجت منه، سوف تُصاب بوجع حادٍّ في الرأس أمام هول كلّ ما ستراه، ووجعك سيعظم، عندها ستحاول أن تشتري علبة مسكّن، وطبعاً لن تجد ما تطلبه.
“خلّيك بالبيت” لانّك إذا زُرت “السوبرماركت” سوف تشعر بالتوتّر لانّ لا أسعارَ على المنتجات والاغراض، وإن سألتَ عنها، سوف يتحوّل توتّرك الى غضبٍ وكآبة، وأدوية الاعصاب والمهدئات مفقودة.

هل اقتنعتَ أيّها المواطن لماذا عليك أن تبقى في المنزل؟ في هذه الايّام، يصحُّ القول الشّهير، “عينٌ لا ترى، قلبٌ لا يوجع”. فلنتجنّب الخروج ولنُحافظ على قلوبنا الضّعفية. وللصّامتين والخائفين من مواجهة الشّعب، بالله عليكم أعلنوا حالة الطوارئ الاقتصاديّة والاجتماعيّة واسكتوابعدها.

لبنانُ بات وطناً منكوباً، فعسى أن تُسمع أصوات أنيننا وصراخنا وبكائنا في مكان ما، إن لم يكن على هذه الارض، فحتماً في السّماء…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى