المصدر: أخبار اليوم
ارتفع سعر صرف الدولار”… اللبنانيون باتوا رهينة لهذه العبارة، حيث يراقبون انهيار الليرة اللبنانية على مدار الساعة من خلال مجموعة محددة من التطبيقات الالكترونية applications… وبالتالي، هل السعر الذي “تبثه” هذه التطبيقات مستند الى معطيات علمية مالية واقتصادية، ام تتحكم بها غرف سوداء هي التي تحرك السوق السوداء في معظم الاحيان؟
واليوم، يتم التداول بتسعيرة للدولار في السوق الموازية تتراوح ما بين 19400 – 19450 ليرة لبنانية لكل دولار أميركي.
وتعليقا على الارتفاع المستمر لسعر الصرف هذا، اشار الخبير الاقتصادي وليد ابو سليمان، عبر وكالة “أخبار اليوم” الى انعدام الثقة بالعملة المحلية اضافة الى عدم توفر السيولة الكافية في السوق الموازية يفتحان المجال امام تلاعب يمكن ان يرفع السعر او ان يخفضه.
وما المقصود بالتلاعب؟ اجاب ابو سليمان: انهم قيمون على الـ applications، مضيفا: هناك مقولة شهيرة في عالم الاعمال “Buy the rumor, sell the news” ، والشائعة حاليا هي “ارتفاع الدولار”، اما المعلومة هي التداول بسعر الدولار لكنه ليس السعر الفعلي.
ورأى ابو سليمان ان ما هو حاصل يطلق عليه تسمية Cornering اي حين تتفق مجموعة محددة من الناس او الشركات (ثلاثة او اربعة) فيرفعون السعر عبر applications او يخفضونه، مشيرا الى ان هذه الظاهرة تتفشى حين تكون الدولة فاشلة وغير قادرة على ضبط السوق.
وكيف يمكن وقف هذه المجموعات؟ قال: من خلال ان تصبح السوق الموازية تحت ادارة الدولة، اي خلق منصة مرخصة مفتوحة وتسمح التدوال امام جميع الناس، وليس فقط امام فئة معينة، وتكون انطلاقة هذه المنصة بالسعر المحدد في السوق الموازية اي نحو 19 الف ليرة لبنانية، وينخفض السعر تباعا بشكل تدريجي. واضاف: عندها يحصل بيع وشراء العملات الصعبة عبر هذه المنصة وليس لدى “ابو شنطة”، الذي يسعّر وفقا لما يحلو له.
وفي هذا السياق، لفت ابو سليمان الى انه بعدما فقدت السيولة الكافية، اصبح مصرف لبنان يلحق السوق الموازية وليس العكس، بدءا من سعر الـ1500 ل.ل. وصولا الى الـ 3900 ل.ل. ثم الى 12000 ل.ل… مشيرا الى ان الفعل الحقيقي للدولار هو من خلال اي عملية تنجز في السوق الموازية، لانها سوق غير منظمة، بمعنى آخر، من حيث لا يدرون يشارك المواطنون في ارتفاع الدولار من خلال اللجوء الى السوق الموازية.
وختم ابو سليمان داعيا كل مواطن الا يقع ضحية هذا التلاعب.