قرار غادة عون بمحله… ورئيس الجمهورية يتابع فايسبوك وتويتر!

المصدر: الكلمة اونلاين

أثار قرار النائب العام الإستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون الإدعاء على المتقدمين بدعوى التثبت من أهلية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للحكم، جدلاً كبيرًا في الأوساط السياسية والقضائية وحتى الشعبية، وإدعاء عون جاء بسبب إقدامهم على الذم والتحقير بـ رئيس الجمهورية طعنًا بما يمثله كأعلى سلطة سياسية في البلاد، كما طلبت إلى قاضي التحقيق الاول توقيف المدعى عليهم في قضية الذم بـ عون وجاهيًا أو غيابيًا.

المقاربة الموضوعية لقرار القاضية عون تبدأ من أساس القضية، أي من الدعوة التي أقامها بعض المواطنين والتي تطال أهلية رئيس الجمهورية والتي لا يمكن وضعها في إطار دعوى قانونية بقدر ما هي ضمن جملة من الإستعراضات الإعلامية لعدة أسباب،

أولا، لإقامة دعوى للتثبت من أهلية شخص يجب أن يكون لك صفة ومصلحة، أي أن تكون من عداد ورثة هذا الشخص أو أن تكون ممن تعاقدوا معه، إذا الدعوى أتت من باب الإستعراض الإعلامي والسياسي لبعض الأشخاص المعارضين للرئيس عون.

في قانون العقوبات اللبناني هناك مادتين تتحدثان عن الذم برئيس الدولة أو تحقيره 384و 386، وهاتان المادتان تنصان على عدم التعرض لرئيس الدولة، وهذا نص قانوني موجود وغير إستثنائي في لبنان، حتى القانون الفرنسي له المنحى ذاته حيث أن القانون اللبناني مقتبس عنه.

ومن منطلق تكييف ما حدث ووضعه في خانة التعرض لرئيس الدولة أو الذم به أو تحقيره، يكون ما فعلته القاضية غادة عون صحيح، لأنها كمدعي عام لها حق تحريك الدعوة العامة تلقائياً بدون أن يدّعي أحد أمامها طالما الجرم ينال من رئيس الدولة، وهناك نص واضح في قانون العقوبات.

في الدعوة المقدمة من المواطنين، هناك تعرض في مكان ما لمكانة رئيس الجمهورية وسمعته وشرفه وأهليته وكرامته، وبغض النظر عن من هو الرئيس ومن المدعي، فإن كف يد رئيس الدولة أو عزله أو تنحيته له أصول في الدستور اللبناني، لذلك إن كل هذه المعطيات تخلص إلى أن الدعوة المقدمة ضد رئيس الجمهورية أمام محكمة إبتدائية للتثبت من أهليته هي بمثابة موقف سياسي بحت أخذ منحى علني عن طريق النشر والكتابة، وهي الوسائل التي تنص عليها المادة 209 عقوبات فيما خص القدح والذم سواء برئيس الدولة أو بأي شخص آخر، علمًا أنه إذا حصل القدح والذم والتحقير بإحدى الوسائل المنصوص عنها في المادة 209، يقع الجرم ويتحقق

ولا بد من الإشارة إلى أن زوار الرئيس عون ينقلون عنه متابعته لتفاصيل التفاصيل بمختلف الملفات الأساسية، وأن مستوى التركيز لديه عال جدًا وذاكرته متّقدة.

وبحسب مطلعين على أجواء القصر الجمهوري في بعبدا، فإن الرئيس عون يمارس رياضة المشي يوميًا في حديقة القصر، قبل أن يبدأ إجتماعاته مع المسؤولين والوفود السياسية، واللافت أن أحد المستشارين ينقل له تفاصيل ما يحصل على السوشال ميديا وهو يعرف بدقة ماذا يجري في عالم فايسبوك وتويتر، لذلك فإن الكلام عن عدم أهليته للحكم هي بمثابة حملة شعواء تستهدف مشروعه السياسي الداعي إلى التغيير والإصلاح.

Exit mobile version