المصدر: ليبانون ديبايت
في الوقت الذي كان يطلّ فيه الرئيس المُعتذر سعد الحريري مباشرة عبر قناة الجديد من “بيت الوسط”، أطلّ رئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط “هوائيّاً” عبر قناة الـ “أم تي في” ليُدلي بدلوه هو الآخر في موضوع الإعتذار من بوّابة أن “رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس الحريري يتحمّلان مسؤولية فشل المبادرة الفرنسية”، مؤكّداً أنّ “الواقع على الأرض لا يتحمل مزاجية لا هذا ولا ذاك ولا أي أحد منا”.
في قراءةٍ سياسيّة للواقع “الجنبلاطي” اليوم، يبدو أنّ “وليد جنبلاط قرّر ولو مُتأخرّاً، العودة إلى “صفوف الجماهير” من حيث التناغم مع الحراك الوطني أوّلاً، وتناغماً مع قاعدته الشعبية الدرزيّة على وجه التحديد، ثانياً من هنا تُبلغ مصادر سياسية رفيعة بأنّ “سيّد “المختارة” جنبلاط قد إلتقط ذبذبات خارجيّة، تَشي بحصول إنقلابات سياسيّة من شأنها أن تَقلب الأوضاع رأساً على عقب.
أُولى الخيارات التي سيتخذها جنبلاط قبل حلول العاصفة الخارجيّة
واستدراكاً منه لغضب الشارع الداخلي، فإنّه “سيقوم في المرحلة المُقبلة بسحب جميع مُملثي
“الحزب التقدمي الإشتراكي” من كافة النقابات في لبنان لأسباب عديدة لعلّ أبرزها: “اعتراضه على الوضع السياسي
القائم بعد ضياع الفرصة الأخيرة في ملف تأليف الحكومة،
وتحديداً مباردة الرئيس نبيه برّي التي كانت بالنسبة إليه بمثابة آخر الفرص لإخراج لبنان من واقعه المآزوم”.
كما يُبدي جنبلاط بحسب المصادر، “إعتراضاً واسعاً على حركة التحالفات الحزبية والنقابيّة القائمة
بين الأحزاب التي تعكس في الوقت عينه “كذبهم” السياسي، وتماشياً مع الحراك الشعبي وخصوصاً
في الجبل حيث أصبح هناك اعتراض درزي واسع ضد كل الطبقة السياسية بما فيها “التقدمي”
في بعض الجوانب، تكشف المصادر أن “جنبلاط سيجتمع قريباً بمُمثلي النقابات في حزبه عبر تطبيق “زوم”
على مدى يومين، ليُطلعهم على آخر الأجواء السياسية في البلد، وليضعهم ضمن آلية مُحدّدة حول كيفيّة الإنسحاب من النقابات”.
المعلومات تُشير أيضاً، إلى أنّ “تركيز جنبلاط من الآن وصاعداً سوف ينصبُ على إستعادة مكانته الساسيّة
بين الناس أوّلاً، وعلى استعادة حزبه الدور الذي كان يلعبه قبل حصول التسويات السياسية والتي
جعلته في مكان ما، تابعاً لا متبوعاً كما كان الحال في زمن “بيضة القبّان”.
من هنا، فإن التركيز سيتحوّل من النظرة القائمة حالياً، إلى النظرة الشبابيّة
حيث تكمن الأهميّة بإستعادة جيل الشباب من عمر 25 عاماً إلى عمر الـ 35 عاماً”.
وبحسب المعلومات، فإنّ “خطوة الإنسحاب من النقابات ستكون أيضاً رسالة من جنبلاط لجميع السياسيين
مفادها بأن موقعه الطبيعي هو إلى جانب الناس وهمومهم وأن حزبه والطائفة الدرزية على وجه التحديد،
لن يكونوا من الآن وصاعداً تحت رحمة أي جهة، وهذه الخطوة ليست بالضرورة أن تكون هروباً مما هو آتٍ إنما لتصحيح
بعض الأخطاء التي ارتكبها منذ لحاقه بالركب السياسي الحالي، القائم على تبادل
المصالح السياسية على حساب مصلحة البلد والمواطن.