المصدر: ام تي في
نسمع، يوميّاً، عن أزماتٍ كثيرة. من المصارف الى الدواء والمازوت والبنزين، وقد تطول اللائحة. ونسمع حكايات هي مؤشّر لما بلغه البلد من انهيار، بينما لا نسمع قصّةً واحدة عن مبادرة لحلّ.
هذه قصّة إضافيّة قد تشكّل صدمةً.
حقّق الأمن العام اللبناني، في السنوات الأخيرة، نقلةً نوعيّة نادرة بين المؤسسات الرسميّة في مواكبة التطوّر التكنولوجي. باتت، مثلاً، الآلات التي تجهّز جوازات السفر اللبنانيّة من الأكثر تطوّراً في العالم، وهي قادرة على تلبية طلبات ثلاثة آلاف لبناني خلال دوام عملٍ في يومٍ واحد.
إلا أنّ الطلب على جوازات السفر كان أدنى من ذلك بكثير، وكانت دوائر الأمن العام تنجز حوالى ٣٠٠ جواز في اليوم.
ولكنّ اللافت هو الارتفاع السريع في عدد الطلبات في الآونة الأخيرة ليتجاوز السبعة آلاف في اليوم الواحد، وهو رقمٌ كبير لم يعرفه لبنان في تاريخه.
هناك، بالتأكيد، أكثر من سبب وراء هذا الارتفاع المتزايد، مثل عدد المغتربين الذين يقصدون لبنان حاليّاً ويعملون على تجديد جوازاتهم، أو خشية البعض من ارتفاع رسم الجواز في المستقبل، فيقبلون على إصدار جوازات تحسّباً. إلا أنّ السبب الأول، بالتأكيد، هو هذا القلق الذي يسكن فئةً كبيرة جدّاً من الشعب اللبناني تبحث عن فرصة عملٍ أو تعليمٍ أو حتى حياة خارج أسوار الأزمات اللبنانيّة.
ربما تكون أرقام المهاجرين ليست ضخمة، نسبةً لحجم الأزمة التي يعيشها اللبنانيّون، خصوصاً أنّ احتجاز الودائع المصرفيّة وتداعيات أزمة كورونا تعيق سفر كثيرين. إلا أنّ المؤكد هو أنّ عدد الحالمين بالهجرة كبير جدّاً.
في زمن التقاتل على الفوز بأكثريّة، هؤلاء هم الأكثريّة العابرة للطوائف…