تقاطع صدفة بين القوات والتيار… لماذا انزعج “المستقبل”؟!

المصدر: أخبار اليوم

لم تصمد “المصالحة العونية – القواتية” طويلا، اذ انه بعد اشهر معدودة على اتفاق معراب بدأت الخلافات تظهر الى العلن الى ان سقط الاتفاق بعد اقل من سنتين على اعلانه…

ولكن التقاطع يحصل صدفة بين الطرفين حول ملفات تعني المسيحيين او تؤدي الى اصطفاف، وهذا ما حصل في الاستشارات النيابية الملزمة الاثنين الفائت حيث امتنع الطرفان عن التسمية، كل من مقاربة مختلفة عن الآخر.

وهذا امر توقف عنده بيان تيار المستقبل امس – في اطار الردود بينه وبين القوات-  محملا المسؤولية عن الفراغ المتمادي في المؤسسات الدستورية، وفي موقع رئاسة مجلس الوزراء تحديداً، الى تقاطع المواقف بين “القوات اللبنانية” وبين “التيار الوطني الحر”.

مصدر في القوات

ربط من هذا النوع رفضه مصدر في القوات اللبنانية، مشيرا عبر وكالة “أخبار اليوم”  الى ان الخلفيات مختلفة بين الجهتين، حيث لكل طرف مقاربته للمسائل وان كانت النتيجة في الظاهر عينها، موضحا ان موقف القوات من التكليف والتأليف ينطلق من اعتراضها على اداء الفريق الحاكم الذي يمثله التيار الوطني الحر،  بمعنى ان القوات تعترض على الاكثرية النيابية التي يشكل التيار جزءا اساسيا منها الى جانب حزب الله، وهو ما جعلها تذهب الى عدم تسمية رئيس مكلف واعلان عدم المشاركة في الحكومة.

واضاف المصدر: بينما موقف التيار بعدم تكليف الرئيس ميقاتي والاعلان عن عدم المشاركة في الحكومة ينم عن حسابات سلطوية، في ظل توزيع ادوار بينه وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

 وشدد المصدر على ان هذا الالتقاء لا يعني اننا في نفس الموقف، لا بل الاختلاف جذري، والتنسيق غير قائم لسبب بديهي واساسي وبسيط لان القوات تعتبر ان هذا الفريق يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية عن الازمة التي اصابت لبنان واللبنانيين، وبالتالي لا امكانية لبلورة مواقف مشتركة، مكررا: التقاطع الذي يحصل –اكان حول الحكومة او بعض الملفات- هو انطلاقا من حسابات واولويات مختلفة واجندتين لا تقارب فيهما.

وتعليقا على بيان المستقبل، شدد المصدر القواتي على ان ما حصل في التكليف ليس مسألة اسلامية – مسيحية، او اصطفافا اسلاميا ومسيحيا، بل كل فريق يقرأ الموضوع من زاويته، موضحا ان موقف القوات ليس موجها ضد رئاسة الحكومة بل على العكس موجه ضد رئاسة الجمهورية وهي الموقع المسيحي الماروني الاول في البلد، لانها نعتبر ان الفريق القابض على السلطة هو رئيس الجمهورية وحزب الله. وبالتالي قراءة المستقبل خاطئة عن سابق تصور وتصميم.

 وفي هذا السياق، اوضح المصدر ان الخلاف مع التيار الوطني الحر، هو على نقطة مركزية نص عليها اتفاق معراب وتراجع عنها التيار وهي تلك المتعلقة بـ”ملف الدولة”، حيث لا يمكن للطرف المسيحي في لبنان ان يتمكن من الحفاظ على وجوده اولا، وعلى استمرارية وجوده ثانيا، تحت عنوان اساسي له علاقة بـ”الحرية” الا من خلال وجود دولة في لبنان. وقال: حين كانت الدولة قائمة كان المسيحييون اقوياء، وعندما سقطت ضعف دورهم. وبالتالي دور المسيحيين وقوتهم متعلقة بقوة الدولة، وبقدر ما تتراجع قوة الدولة بقدر ما تتراجع قوة المسيحيين ودورهم.

وختم: هذه هي النقطة الاساسية التي يجب العمل عليها، وهي التي تشكل نقطة الخلاف الجوهرية مع التيار الوطني الحر.

نائب في لبنان القوي

من جهته، نفى احد نواب تكتل “لبنان القوي” وجود اي تقارب مع القوات، قائلا: نتعاطى مع الاستحقاقات المطروحة انطلاقا من قناعاتنا.

في حديث الى وكالة “أخبار اليوم”، اضاف: النواب المسيحيون اختاروا عدم تسمية رئيس مكلف انطلاقا من خيارات مختلفة، وشدد على اننا نتعاطى مع الملفات المطروحة انطلاقا من واقع البلد، وفي الوقت عينه نسعى لان نكون مؤثرين كي يحصل كل استحقاق وفقا لما نطمح اليه.


 وردا على سؤال، اشار النائب في “لبنان القوي” الى انه مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية يصبح وكأن كل طرف “خائف من الآخر” ويحاول المزيادة عليه، ولكن  يجب ان يكون للمسيحيين قدرة التأثير على الاستحقاقات، وليس ان يكونوا ملحقين بها.

وفي هذا الاطار، اشار النائب المذكور الى ان التغيير يجب ان يحصل لدى كل الطوائف، لكنه يبقى مرتبطا بارادة الناخبين، مشددا على انه حتى اليوم التعددية السياسية موجودة فقط لدى المسيحيين الذين اعطوا امثلة للجميع انه لا يجب ان تكون الاصطفافات في البلد طائفية، معتبرا ان غياب التنوع السياسي، يعني ان خيارات هذه الطائفة او تلك هي طائفية وليست سياسية، اي ان العامل الطائفي مؤثر لديها وتقوم بنوع من الالتفاف داخلها.

Exit mobile version