يترقب اللبنانيون ما سيقوم به حزب الله بعد إغتيال أحد عناصره المدعو علي شبلي، الذي قُتل يوم أمس السبت بعد تعرضه لإطلاق نار من المدعو احمد زاهر غصن، شقيق الفتى حسن غصن الذي قضى في إشكال خلدة، العام الماضي.
مثل هذه الأحداث من شأنها أن تُفجّر الوضع الأمني وتشعل الفتنة بين عشائر عرب خلدة وحزب الله، بمعنى آخر قد تكون فتنة سنية – شيعية تطيح بما تبقى من أمن وأمان في لبنان، خصوصاً أن عشائر العرب يبلغ عددهم ما يقارب الـ 7000 شخصًا، ويمتلكون كميات كبيرة من الأسلحة العسكرية، وهم ينتشرون على تلال خلدة من منطقة الشويفات حتى السعديات، لكن ليس لديهم عشائر القوة الكافية التي تمكنهم من مواجهة حزب الله لا شعبيًا ولا عسكريًا.
بحسب المعلومات، فإن حزب الله لن ينجر إلى أي تصعيد في الشارع، بل سيلجأ إلى الجيش والقوى الأمنية والقضاء لمعالجة الحادث والإقتصاص من المجرمين، صحيح أن هناك حالة غليان في صفوف مناصريه، لكن حزب الله قادر على لجم غضب جمهوره، خصوصاً أن لا مصلحة لأي رد فعل يمكن أن يستدرج ردود فعل أخرى في مناطق اخرى أيضًا، ما يشكل تهديدًا للسلم الأهلي في وقت يحرص حزب الله على أولوية تشكيل الحكومة لمعالجة الأزمات الإقتصادية والمعيشية الخانقة، لذلك ليس في وارد الحزب سوى إدانة هذه الأفعال، ودفع الدولة وأجهزتها لتحمل مسؤولياتها بالكامل.
ولا بد من الإشارة إلى أن تخوفًا كبيرًا يسود، مع إقتراب مناسبة عاشوراء، وهي كانت السبب في بداية الخلاف بين الحزب والعشائر، لكن وفق المعطيات ليس هناك من جديد في مسألة إحياء مراسم عاشوراء سوى التشديد على حفظ أمن التجمعات الشعبية والإبتعاد عن أي فعل ممكن أن يُسبب حساسية معينة، ولذلك يعمد الحزب على التنسيق مع بعض الاحزاب لتلافي أي مشاكل ميدانية، وكذلك يضع أجهزة الدولة بكل تفصيل تداركًا لأي خلل.
كما أن هناك مجموعة من الإجراءات التي يقوم بها الحزب عادة في سبيل أن تمر المناسبة بشكلٍ هادئ، خصوصًا في ظل الأجواء الحالية حيث يبلغ الإحتقان الطائفي والتجاذبات السياسية مستويات عالية ما يحتم ضرورة أن تكون المناسبة مصونة بالوعي، ولذلك طرح حزب الله لهذا العام شعار “الصبر البصيرة” لتأكيد حساسية المرحلة التي تحتاج من جمهوره أعلى درجات الإنضباط والمسؤولية.
ويعتبر حزب الله، أن حادثة إغتيال علي شبلي على يد عشائر عرب خلدة هو فعل مدروس شكلاً ومضمونًا، ويمكن وضعه ضمن خطة الإستدارج إلى مرحلة الإنهيار الأمني، لكن قيادة الحزب أوعى من أن تقع في فخّ الفتنة الطائفية والمذهبية، علمًا أن حادثة القتل حصلت قبل أيام قليلة من عاشوراء مع ما تحمله المناسبة من عواطف جياشة، وقبل الرابع من آب وما يرافقه من حملات إعلامية وشعبية غير مسبوقة ضد الحزب، لذلك يبدو واضحًا أن الجريمة ليست ثأرية بقدر ما هي مخطط لدفع الحزب نحو لعبة الشارع.