المصدر: ليبانون ديبايت
نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية يوم الثلاثاء الفائت، مقالًا تحت عنوان: “هل يجب أن يدعم الغرب الجيش اللبناني من أجل التفوّق على حزب الله؟”، زاعمةً بأنّ “الحقيقة هي أنّ حزب الله أقوى من الدولة اللبنانية وهو يستغلّ الخلل في البلاد ويستخدم أسلوب الترهيب والعنف لممارسة قوّته”.
وأشارت الصحيفة، إلى أنّ “لبنان على حافة الإنهيار، وليس هناك سببًا قويًّا يدفع للإيمان أنّ المحاولة الأخيرة لتشكيل حكومة ستختلف عن المحاولات الأخرى الفاشلة، والحقيقة القاسية هي أنّه لا يمكن إتّخاذ أي قرار سياسي أو عسكري في لبنان دون موافقة حزب الله”.
وتابعت، “هذا وإنّ الإعلام يشير إلى أنّ فرنسا والولايات المتّحدة الأميركية تفكّران بتوسيع مساعدتهما العسكرية للجيش اللبناني ليتفوّق على سيطرة حزب الله المتنامية في البلاد، وإنّ تنبيهات قائد الجيش اللبناني عن أنّ جيشه لم يعد لديه طعام ليأكله لم تمرّ دون جذب الإهتمام ويبدو أن هناك رغبة بتقديم المساعدة”.
وهنا، سألت الصحيفة: “هل يجب على الولايات المتّحدة وفرنسا أن تدعما الجيش الضعيف لتفوق قوّته قوّة العميل الإيراني، حزب الله؟”.
وإستذكرت الصحيفة مقالًا نُشر في “ذا هيل” خلال شهر تموز قد زعم أنّ “حزب الله لا يؤثّر على الجيش اللبناني وإنّ بنية القيادة العسكرية والقوى الخاصة تميل للغرب: الإدّعاء الأول غير صحيح والثاني هو تمنّي أكثر من حقيقة”.
كما إستذكرت الصحيفة كلام لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في عام 2016، أوضح فيه أنّ “الجيش اللبناني هو شريك للمقاومة(أي حزب الله)”، لافِتةً إلى أنّه “في 2017، تبيّن أنّ يحيى حسيني، وهو ضابط مسؤؤل في الجيش اللبناني، كان أيضًا عنصرًا في حزب الله، وقد سلّطت إسرائيل الضوء على الضابط للتشديد على الإستعمال المنتشر لجنود الجيش اللبناني “الشيعيين” كعناصر في حزب الله”.
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية في مقالها، “في منطقة الجنوب اليوم، نلاحظ وجود دوريّات يتعاون فيها الجيش اللبناني مع عناصر حزب الله الذين يستخدمون بدلات الجيش لإخفاء عمليّاتهم مقابل سماح الحزب للجيش بإستخدام أبراج مراقبة الأراضي الإسرائيلية. وخلال لـ15 عامًا الماضيين، كان هناك العديد من حالات التعاون بين الجيش اللبنانبي وحزب الله.
وإعتبرت، أنّه “بالرغم من ضعفه والصعوبات الإقتصادية والسياسية القاسية التي يواجهها الجيش والشعب اللبناني، لا يزال الجيش إحدى آخر المؤسسات الصامدة في لبنان والتي لا يزال الشعب يدعمها”.
وأشارت إلى أنّه “من أجل فهم الجيش اللبناني، يجب المعرفة أنّ هذا البلد متعدّد جنسيات وفيه خصومات داخلية دائمة، ويُفترض بهذا أن ينعكس على الخصائص الديموغرافية داخل الجيش اللبناني، غير أنّه مع الأسف، في السنين الأخيرة، يستمرّ انخفاض عدد العناصر المسيحية في الجيش مقارنة بعدد المسلمين(سنّة وشيعة) مع بعض الإنحراف الى الطائفة الشيعية، أي طائفة حزب الله”.
وسألت: “إذًا لماذا يجب على الغرب أن يدعم الجيش اللبناني؟”، مُعتبرةً أنّ “إحدى الإجابات هي أنّ التوقّف عن الدعم المالي للجيش اللبناني سيؤدّي إلى إنهيار هذه المؤسّسة مسبّبًا بذلك حربًا أهلية،
وهذا السبب لوحده كافٍ لإبقاء الجيش اللبناني صامدًا لأنّ انهياره سوف يؤدّي إلى فوضى
وزعزعة في منطقة غير مستقرّة في الأساس”.
وأردفت، “لكنّ للذين يظنّون أنّه يمكن لدور الجيش اللبناني أن يفوق دور حزب الله،
فإنّ الواقع محبط، ومن الخطأ أن نعظّم من قوّة الجيش اللبناني، فهو غير قادر وغير راغب بمواجهة حزب الله
ولن ينفّذ مهمّته بتجريده من السلاح ونزع السلاح من الجهّة الجنوبية على الحدود الإسرائيلية
التي يمكنها التسبب بحرب إقليمية ضخمة”.
وذكّرت الصحيفة بـ “قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701” ،
المُشير بكلّ وضوح إلى أنّ “المنطقة المجاورة للحدود اللبنانية-الإسرائيلية عليها أن تكون “خالية من أي عناصر أو موجودات
أو أسلحة عسكريّة في حال لم تكن تابعة للحكومة اللبنانية أو اليونيفل (UNIFIL)…كما أنّه يطلب تجريد كلّ المجموعات المسلّحة من السلاح (حزب الله)…
فلا يجب أن يكون هناك سلطة أو أسلحة في لبنان سوى بيد الحكومة اللبنانية”.
وتابعت، “كذلك، من المفترض أن يدعم الجيش اللبناني هذا القرار ولكن منذ انتهاء الحرب اللبنانية الثانية
بين إسرائيل ولبنان في عام 2006، لم يقم الجيش اللبناني بأي عمل لمقاومة تسلّح حزب الله في جنوب لبنان،
كما أنّ هناك قرار أميركي آخر يتداول يدعم الإلتزام بالقرار 1701، هذا القرار يدعو إلى تقرير يُظهر
كيف أنّ مساعدة الجيش اللبناني تفيد الأمن القومي الأميركي و”كيف أنّها ستؤدّي الى استقرار في الشرق الأوسط”.
وذكّرت كلّ من يدعو الى تقديم هذه المساعدة، أنّه لا يمكنهم أن يتجاوزوا أهدافهم والتي يجب أن تكون:
“1- حماية الجيش اللبناني من التحوّل الكامل الى أحد أتباع العميل الإيراني، حزب الله.
2- منع انهيار الدولة اللبنانية من خلال إبقاء جيشها فعّالًا.
3-إبقاء الولايات المتّحدة إلى جانب لبنان من خلال دعم الجيش اللبناني في حال تغيّرت الأوضاع مع الوقت.
4- تأمين إعادة تشكيل الطوائف في الجيش اللبناني (تساوي معدّل السنة والشيعة والمسيحيين).
5- آلية قابلة للتحقيق تمنع تحويل السلاح من الجيش اللبناني الى حزب الله”.
وزعمت، أنّ “حزب الله أقوى من الدولة اللبنانية على الصعيدين السياسي والعسكري
وهو يستغلّ الخلل في البلاد ويستخدم أسلوب الترهيب والعنف لممارسة قوّته،
فهو يقوم بعملية غسل أموال عالميًا بالإضافة الى شبكة المخدرات المنتشرة من جنوب أميركا الى أوروبا،
عدا عن دعم إيران المالي له”.
وورأت أنّه “لن ينمو نفوذ حزب الله بشكل طبيعي إلا إذا ألغت الولايات المتحدة العقوبات
التي فرضتها على إيران. ولكنّه يستغلّ الآن الأوضاع المتدهورة لمساعدة المحتاجين وجعلهم ممتنّين ومديونين له”.
وأشارت إلى أنّه “إذا قرّرت فرنسا والولايات المتحدة أن تسحب دعمها للجيش،
سوف تأتي روسيا وإيران لملئ الفراغ المتروك بعد انسحاب الغرب.
وبالطبع هذا ليس قرارًا جيدًا خاصة وإنّ مساعدة الغرب للبنان تسمح له أن يُبقي دوره في البلاد”.
ورأت، أنّه “لن يستبدل الجيش اللبناني أبدًا حزب الله بالسلطة والقوة إلّا إذا قام الشعب وطالب بالتغيير.
ولكن من المستحيل التوقّع من الجيش أن يُنهي تعاونه مع حزب الله بالكامل أو حتى
أن يساهم في تعطيل تحويل الأسلحة إليه من إيران”.
وسألت: “أي نوع من المساعدات يمكنها أن تفيد الوضع الراهن؟”،
مُعتبرةً أنّه “مع انتشار الفوضى في لبنان، يجب أخذ بعين الإعتبار تأمين أسلحة لمكافحة الشغب والتي لا يمكن استخدامها ضد إسرائيل،
كما أنّ هناك حاجة ماسة لمساعدات إنسانية، ولكن لا يمكنها أن تكون مسرّبة من وسطاء حزب الله،
ويجب على فرنسا والولايات المتّحدة المطالبة بحقّ رصد جميع الأموال الواردة
والتأكّد من عنوان استلام جميع الأسلحة دون إستثناء أحد”.
وتابعت، “لبنان هو “دولة داخل دولة حزب الله” فلا يمكن اتّخاذ أي قرار إقتصادي أو سياسي دون موافقة الحزب،
لذا فإنّ الدعم المالي المُقدّم للجيش لا يمكنه أن يمرّ بأي حزب آخر، ويجب أن تتأكّد فرنسا والولايات المتحدة
أنّ الجيش اللبناني لن يصبح عميل روسي أو إيراني أو يزوّدهما بالأسلحة”.
وخلُصت الصحيفة، أنّ “قرار التوقف عن دعم الجيش اللبناني في وقتٍ كهذا سيقوّي من سيطرة
إيران على البلاد، والحل الأنسب سيكون بتقديم مساعدات إنسانية مع منع أي مساعدة عسكرية ذات أهدافٍ
مزدوجة إلى حين أن ينفّذ الجيش اللبناني مطالب بسيطة جدًا”.