بقلم داني حداد – موقع mtv
كلّ ما يسمعه اللبنانيّون بعد زيارات رئيس الحكومة المكلّف الى قصر بعبدا، ومن المصادر وعلى لسان مقرّبين، عن احتمال ولادة الحكومة وعن خواتيم سعيدة وعن تقدّم، لا صلة له أبداً بالحقيقة.
“من الآخر” لا حكومة، لا هذا الأسبوع ولا هذا الشهر ولا في المستقبل القريب، وعلى الأرجح البعيد.
ثمّة أسباب كثيرة خارجيّة تمنع ولادة حكومة في لبنان. يخوض الإقليم سباقاً بين المفاوضات، التي قد تُستأنف في فيينا الشهر المقبل، وفتح قنوات التواصل بين المتخاصمين من جهة، وبين الحماوة والكباش وإطلاق الصواريخ من جهة أخرى.
لبنان ساحة، كان وسيبقى، وحين تحبل في أيّ رقعة في الإقليم ستلد عندنا. وهناك، بين الفرقاء الداخليّين وعلى رأسهم فريق رئيس الجمهوريّة، من يراهن على تغييرٍ إقليميّ لصالحه. لمَ العجلة إذاً في تشكيل حكومة؟
أما داخليّاً، فالصورة تُختصر بالآتي: لن يتخلّى الرئيس نبيه بري، مدعوماً من حزب الله، عن وزارة المال. لن يتخلّى رئيس الحكومة المكلّف عن وزارة الداخليّة للطائفة السنيّة. لن يقبل رئيس الجمهوريّة إلا بأن يسمّي وزيرَي الداخليّة والعدل، وغيرهما من وزراء يؤمّنون له ثلث أعضاء الحكومة.
يهاجم بري في مجالسه عون. والأخير يهاجم بري وميقاتي، وقبلهما ومعهما سعد الحريري.
حزب الله يراعي بري ولا يريد أن يكسر عون. سياسيّون يكرهون بعضهم البعض ولا يوفّر كلٌّ منهم جهداً لإفشال الآخر،
ومعهم وبسببهم يفشل البلد وينهار.
سياسيّون همّهم ما سيحصل في الانتخابات النيابيّة وبعدها الرئاسيّة.
لا يأبه أيٌّ منهم، من رأس الهرم ونزولاً،
لفقيرٍ لا يأكل ومريضٍ لا يعالَج وربّ أسرة لا يعمل ومؤسّسة لا تنتج…
سياسيّون يتصارعون فوق جثّة بلدٍ تنخر الطائفيّة جسده، كما لم تفعل منذ انتهاء الحرب.
ننجو، يوميّاً، من بوسطة عين الرمانة جديدة. والأمن بلا هيبة. وحكومة حسان دياب تصرّف الوقت لا الأعمال…
لا حكومة نقول، ومعها نردّد أيضاً لا ضمير ولا قلب لدى المسؤولين. مجموعة حقيرين تدير بلداً.