بقلم أنطون الفتى – أخبار اليوم
قد يكون مُفيداً لكلّ الذين ينتظرون تسوية سعودية – إيرانية، تجعل لبنان يرتاح “ببلاش”، أن يتوقّفوا ولو قليلاً أمام ما خرج به مجلس الوزراء السعودي حول لبنان، أمس، وهو أن أي مساعدة تُقدَّم إلى الحكومة الحالية أو المستقبلية، تعتمد على قيامها بإصلاحات جديّة وملموسة، مع ضمان وصول المساعدات إلى مستحقّيها، وتجنُّب الآليات التي تمكّن الفاسدين من السيطرة على مصير لبنان.
صحيح أن الرياض بموقفها هذا، عبّرت عن استعدادها للعمل مع أي حكومة، حتى الحالية المستقيلة التي هي عملياً حكومة إيران في لبنان، في الفكر العربي والدولي، منذ تشكيلها. ولكن الثوابت السعودية بإبعاد طهران عن السيطرة على القرار اللبناني واضحة، من خلال الإصرار (السعودي) على إصلاحات جديّة وملموسة.
كما أن الرياض بموقفها هذا، أكدت أنها لا تدعم هذه الشخصية أو تلك، بحدّ ذاتها،
على رأس الحكومة اللبنانية، بل مشروع تحرير لبنان من سيطرة الفريق التابع لإيران، عليه.
تكتمل صورة النّظرة العربية، والسّقف العربي الذي لن يعود العرب الى بيروت، إلا تحته،
من خلال المواقف السعودية، والتي ظهرت بعض ملامحها مؤخّراً أيضاً،
من خلال إشارة السفير السعودي في لبنان وليد البخاري الى أن “الصّمت لا يعني القبول دائماً،
بل (يعني) أنَّنا تعبنا من التَّفسير لأَشْخَاص لا تفهم”.
المشكلة هي أن معظم من في البلد يفهمون، ولا ينقصهم الذّكاء والدّهاء،
ولكنّهم لا يُظهِرون الفَهْم إلا عندما يتناسب ذلك مع “دَيْنِة الجرّة” التي يبدّلون مكان “تركيبها”، في شكل متكرّر، ويومياً.
دعا النائب السابق فارس سعيد الى “العودة لنصوص مرجعية تتعلّق بالموقف السعودي من الأزمة اللبنانية،
ومنها ما قاله العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز عن “حزب الله” وإيران، وعن أدوارهما في لبنان،
في كلمته أمام الدورة 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة قبل نحو عام،
مروراً بكلام وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمام مؤتمر باريس لدعم الشعب اللبناني الأسبوع الفائت،
وصولاً الى ما صدر عن مجلس الوزراء السعودي حول لبنان، أمس”.
ولفت في حديث لوكالة “أخبار اليوم” الى أن “كل تلك المواقف،
تأتي في السياق نفسه، وتُظهِر أن الموقف السعودي لم يتغيّر. وهذه إشارة الى أنه طالما أن
هناك حكومة لبنانية غير قادرة على تأمين مصالح اللبنانيين،
وتعمل على توقيت ساعة إيرانية، لا تطلبوا شيئاً من المملكة العربية السعودية”.
وأشار سعيد الى “خيار يتوجّب على اللبنانيين أن يأخذوه. فإما أن يكونوا جزءاً من مصلحة عربية،
أو تحت الإحتلال الإيراني. فلا يمكنهم أن يكونوا في الإثنين معاً، في وقت واحد”.
وعن تحرير لبنان من خلال تطبيق الإصلاحات المطلوبة من الدولة اللبنانية،
والتي تضع حدّاً لنفوذ فريق “المُمَانَعَة” فيه، أجاب:”طبعاً. فالإصلاحات تنبع وتصبّ في إطار وثيقة الوفاق الوطني
وتطبيق الدستور، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية. فهذه هي النّصوص المرجعية المرتبطة بلبنان”.
وختم:”فشل من حاول حَصْر الأزمة الإقتصادية والمالية بسوء الإدارة، وسوء الأداء،
والفساد، فقط. كما فشل من حاول أن يفصلها عن سلاح “حزب الله”، وهيمنة إيران على لبنان.
ونجد بوضوح أن كل الأحداث تبرهن، يوماً بعد يوم، أن سبب الأزمات التي يعاني منها اللبنانيون
هو الإحتلال الإيراني للبنان، وسلاح “الحزب” فيه”.