بقلم شادي هيلانة – أخبار اليوم
نيران فظيعة التي نكتوي بها، هي القصاص حتماً، لكنّها قد تكون الخلاص في عقلنا الباطني المهزوم، وهي المؤامرة أيضاً عند بعض العقول المستلبة، ألسنة اللهب تبدو مجازاً عن الانهيار العظيم الذي استبدّ بلبنان، وبات قدَراً لا يمكن إيقافه.
هل هي لعنة إغريقيّة؟ لا بل المرآة التي تعكس عجزنا وضعفنا وتواطؤنا وتخاذلنا وتنازلاتنا،
وجهلنا وتعصّبنا وهمجيّتنا، وتورّطنا في موتنا الآتي. نحن أشعلنا الحرائق، لكنّنا لا نعرف ذلك. نحن أحرقنا أنفسنا، لنحتفل بموتنا، ونرقص كالدببة على قبورنا.
وربما هذه حالتنا، حين عشنا منذ التسعينات حتى الأمس القريب في نوم عميق،
ظناً منا أنّ رفاهيتنا وحسن معيشتنا وكل شيء جميل حولنا سيستمر، وهو نتيجة ثمرة ثقافتنا وإبداعاتنا السياسية والفكرية بحق أنفسنا ووطننا،
لكن لم نكن نعلم أننا سنجني ثمن خياراتنا الخاطئة المدمرة بسبب زمرة من الطائفيين انتخبوا هؤلاء الحكام،
كنا أنانيين وكان الضحية لبنان، فمتنا نحن وما زالوا، هم، ملوكاً – ملوكاً حتى النهاية.
أظن أنّ العقل المكوّن قد يكون أشد خطورة ودماراً على محيطه نسبة الى العقل الفطري.
وازاء توقع التغيير علماً انه قد يكون سراباً لأنّ القوى السياسية المتجذرة في الفساد واستغلال قدرات لبنان
واهله يمكنها انّ “تذوب الاسيد” نفسه نظراً لقدرتها على التلاعب والخداع والكذب.
وحين يقول لبناني بِلوعةٍ أطلقوا سراح لبنان، فهو صادق كون لبنان أسير ومغلوب على أمره وليس بوسعه
أنّ يكون لشعبه ومواطنيه، لبنان الرسمي اليوم مختطف وضائع وتتقاذفه أمواج الإحتلال الفارسي والهيمنة الحزبية الطائفية والمحاصصة التي عطلت كل شيء.