خطوة السفيرة الأميركية… “حجة” لفرض عقوبات مباشرة على لبنان؟

بقلم محمد المدني – Alkalima Online

لبنان وفي ظل الأزمات القاسية التي تحاصره من كل جهة وعلى كافة الصعد، لن يتحمل لا هو ولا شعبه تداعيات قرار حزب الله إستيراد النفط الإيراني، لأن العقوبات الأميركية ستطال كل الدولة وتزيد عزلة لبنان وتقطع عنه المساعدات الخارجية، وتنسف أي مفاوضات مع صندوق النقد الدولي وغيره من الجهات الدولية للحصول على المساعدات الضرورية لوقف الإنهيار في البلاد.

وبحسب المعلومات، فإن حزب الله لم يحسم قراره بعد حول ما إذا كانت السفينة ستُفرّغ حمولتها على الأراضي السورية أو اللبنانية، إلا أن التوزيع سيتم عبر مؤسسات تابعة للحزب تجنباً لأي تداعيات أو عقوبات أمريكية جديدة على أي مؤسسة أو جهة لبنانية رسمية أو خاصة

يستبعد حزب الله أن تقوم إسرائيل بالتعرض للسفينة الإيرانية، خصوصاً بعد تحذير الأمين العام السيد حسن نصر الله، ومن المعروف أن إسرائيل غير جاهزة لفتح معركة عسكرية مع الحزب، بعد أن كرّس الأخير معادلة “الردع”.

وتؤكد المعطيات، أن شحنة المازوت الإيراني الذي تحدّث عن السيد نصر الله اشترتها مجموعة من رجال الأعمال اللبنانيين الشيعة، ولذلك خضعت السفينة لترتيبات وإجراءات عدة قبل إبحارها من إيران بإتجاه لبنان، وهذا ما دفع نصر الله إلى إعتبار السفينة أراض لبنانية، ، محذراً من إعتراضها بالقول: “لا يخطئنّ أحد بأن يدخل في تحدٍ معنا، لأن الأمر بات مرتبطاً بعزة شعبنا، ونرفض أن يُذل هذا الشعب”.

مصدر مقرب من السفارة الأميركية، أشار إلى أن بيان السفيرة دورثي شيا الذي أعلن إستعداد إدارة بلادها

مساعدة لبنان لإستجرار الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سوريا عن طريق الغاز المصري،

ليس هدفه حجب الضوء عن خطوة حزب الله أو الرضوخ له، بل هي خطوة تمهيدية لفرض عقوبات لاحقة

على لبنان في حال إستقبل النفط الإيراني على أراضيه،

بإعتبار أن الإدارة الأميركية قامت بما عليها وقدمت عرضاً للدولة اللبنانية لتأمين الطاقة،

إلا أن المسؤولين اللبنانيين أصرّوا على إستيراد النفط الإيراني رغم وجود عقوبات تمنع إيران أن تصدر نفطها وتمنع أي دولة

أن تستورد منها النفط، فعندها يكون لأميركا حجة مطلقة لفرض عقوبات قاسية على لبنان

إن خطوة استيراد النفط من إيران، دون الحصول على إعفاء خاص من وزارة الخزينة الأميركية على غرار عدة دول أخرى،

قد ينعكس على حركة التحويلات والإعتمادات والشحن من وإلى لبنان،

كما من الممكن أن تتوقف المؤسسات المالية والمصارف الدولية المراسلة عن التعاون معه أي لن يستطيع

إستيراد الفيول والمواد الغذائية الأساسية، وإذا شملت العقوبات جميع مؤسسات الدولة فهذا يعني

أن الوضع في لبنان سيكون أسوأ من فنزويلا، وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن شركة الميدل الإيست للطيران المدني

قد لا تستطيع الهبوط إلا في 4 مطارات عالمية.

وكانت ‏السفيرة الأميركية قد أبلغت الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزاف عون

أن إدارتها لن تكون مسرورة من أي مخالفة للقوانين الدولية أو قرارات العقوبات،

ومن يقدم على مخالفة من هذا النوع سيكون عرضة للعقوبات.

الجدير ذكره، أن عقب إعلان نصر الله عن إبحار السفينة الإيرانية، شهدت أسعار المازوت إنخفاضاً ملحوظاً في السوق السوداء،

وعمد بعض التجار والمحتكرين إلى تصريف كميات من المازوت المخزن، خوفًا من تواصل إنخفاض سعره،

وذكر مصدر مطلع أن الشحنة تحتاج إلى ما يقارب الـ 10 أيام لتصل إلى لبنان.

لا يخفي مصدر أمني تخوف الحزب من تفريغ السفينة على الأراضي السورية على أن يتم نقل الحمولة من سوريا إلى لبنان برًا،

لأن إسرائيل قد تقصفها دون تتردد، إن الغارات التي قام بها الجيش الإسرائيلي على مناطق سوريا

من لبنان خير على نية إسرائيل التصعيد بوجه إيران وحزب الله.

Exit mobile version