المصدر: ch23
رفع الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله السقف بخطابه أمس، فبعد أيام على إعلانه توجه سفينة محروقات إيرانية إلى لبنان، أكّد انطلاق سفينة ثانية، على أن تتبعها سفن أخرى. نصر الله الذي أعلن السفينة “أرضاً لبنانيةً” نَقَلَ المواجهة إلى مستوى آخر تلقفته الإدارة الأميركية: فبعد سنة على سريان مفعول قانون “قيصر” وبعد ساعات على الإعلان الأول، كشفت السفيرة الأميركية دوروثي شيا إلى الكشف قرار الإدارة الأميركية مساعدة لبنان للحصول على الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سوريا وتسهيل نقل الغاز المصري عبر الأردن وسوريا.
وفي ظل فقدان المحروقات من السوق وانسداد أفق الحلول، تُطرح تساؤلات حول تأثير ترجمة إعلان نصر الله على أرض الواقع على مستوى تلبية احتياجات اللبنانيين من جهة وسياسياً من جهة ثانية.
في حديث مع صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية، حذّرت مديرة معهد حوكمة الموارد الطبيعية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لوري هايتيان، من خطورة اعتبار نصر الله السفينة أرضاً لبنانية. وقالت هايتيان: “هذا الإعلان بحد ذاته يعرّض لبنان للخطر”، مضيفةً: “تحمل السفينة منتجاً خاضعاً للعقوبات الأميركية”. وأوضحت الخبيرة: “يمكن لأي شخص يتعامل مع هذا المنتج أن تُفرض عليه عقوبات”، متسائلةً: “هل يبدي “حزب الله” فعلاً استعداداً لتعريض الحكومة اللبنانية للخطر؟”. وإذ أكّدت هايتيان أنّ استيراد النفط من إيران “لا يحل أزمة المحروقات” بل يشكّل “خطوة سياسية”، تحدّثت عن طريقيْن يؤمنان وصول النفط الإيراني. وأوضحت الخبيرة أنّه يمكن للسفينة أن ترسو في مرفأ بانياس وأن تفرغ حمولة المعدة للتسليم (للبنان) براً، كما يكمن أن تبحر باتجاه مرفأ لبناني، ما يضع المسؤولين أمام خيار استقبالها (السفينة) والمخاطرة بالتعرض لعقوبات أميركية. كذلك، لفتت هايتيان إلى إمكانية تقّدم الحكومة بطلب إعفاء من العقوبات؛ إشارة إلى أنّ الولايات المتحدة تمنح الحكومة العراقية إعفاءات لاستيراد الطاقة من إيران.
في هذا السياق، ألمحت الصحيفة إلى أنّ لا علاقة للدولة اللبنانية بطلب إبحار السفينة. ونقلت “ذا ناشيونال” عن متحدث باسم الرئيس ميشال عون تأكيده أنّ إيران لم تتقدّم بطلب رسمي لإرسال المحروقات إلى لبنان، مبيناً أنّ بيروت بدورها لم تتخذ أي خطوات عملية في هذا الصدد.
من جانبها، علّقت متحدثة باسم “حزب الله” للصحيفة الإماراتية على التقارير الإيرانية التي أفادت أنّ “رجال أعمال من الطائفة الشيعية” اشتروا شحنة النفط الإيرانية. واكتفت المتحدثة باسم “حزب الله” بالقول إنّ هذا الاحتمال “كبير”، قائلةً: “لا يمكننا الكشف عن هوياتهم خوفاً من استهدافهم بحصار أميركي”.
المحلل السياسي بشار الحلبي رأى أنّ “حزب الله” سيكون فائزاً سواء أوصلت الشحنة إلى لبنان أم لا، قائلاً: “إذا اعترضت الولايات المتحدة أو إسرائيل السفينة، فستبرر هذه الخطوة خطاب الحزب القائل إنّ لبنان تحت الحصار. أمّا إذا وصلت إلى الأراضي اللبنانية، فيمكن لـ”حزب الله” أن يدّعي أنّه أنقذ البلاد”.
بدوره، حذّر أستاذ علوم السياسية والشؤون الدولية المشارك في الجامعة “اللبنانية الأميركية”، عماد سلامة، من وصول المحروقات الإيرانية، معتبراً أنّ هذه الخطوة ستعني خروج واردات الطاقة عن سيطرة الدولة، ما من شأنه أن يفسح المجال أمام سير أفرقاء آخرين على الخطى نفسها.
-ترجمة فاطمة معطي