جويل بو يونس – الديار
انه اسبوع الحسم الحكومي بامتياز «فيا ابيض يا اسود»، وطلائع الخيوط يفترض ان تظهر بعد اجتماع قيل انه سيكون مفصليا اليوم بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي والذي يأتي بعد سلسلة اجتماعات عقدها الموفد الرئاسي مدير عام رئاسة الجمهورية انطوان شقير مع ميقاتي نفسه «بمرسال رايح وآخر جايي». فهل تنتج الزيارات حلحلة حكومية تترجم اليوم؟ ام ان ما سيقدمه ميقاتي لن يُفرج عن الحكومة الموعودة؟ ام ان زيارة ميقاتي اليوم لقصر بعبدا ليست محسومة من الاساس وهي تتطلب مزيدا من الاتصالات؟
حتى اللحظة يؤكد اكثر من مصدر مطلع على كواليس الاتصالات الحكومية ان الرئيس المكلف في حال زار بعبدا اليوم سيرفع تصورا كاملا لرئيس الجمهورية، على ان تتم جوجولة الاسماء وحسم بعض الاسماء والحقائب التي لا تزال حتى الساعة عالقة وعلى رأسها بحسب المعلومات حقيبتا «الطاقة» و»العدل» اضافة الى «الاقتصاد» و»الشؤون».
ولكن ماذا عن حقيبة الداخلية ؟ هل حسمت للواء ابراهيم بصبوص بعدما ابدى الرئيس عون عدم حماسة لمروان الزين مقابل عدم حماسة ميقاتي للاسم الذي كان وافق عليه رئيس الجمهورية احمد الحجار!
اوساط بارزة تجيب بان اسم اللواء بصبوص لديه حظوظ من دون ان يكون قد حسم نهائيا، علما ان مصادر مطلعة تؤكد ان بصبوص «ما بدو ياها» من الاساس، كما ان اسم مروان الزين لا يزال قيد التداول، وبالتالي فالمسألة محصورة بين هذين الاسمين بحسب المصادر، مع ارجحية العودة لمروان الزين. اما موقع نائب رئيس الحكومة والذي طرح له اسم مروان ابو فاضل قبل ان يقال ان الاسم طار، فتكشف المصادر ان ابو فاضل حتى اللحظة غير وارد اسمه في تشكيلة ميقاتي، كما تشير المصادر الى ان رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني طلال ارسلان يحاول ان ينتزع حقيبة الصناعة بدلا من المهجرين.
وفي اطار الحديث عن مضمون ما قد يحمله ميقاتي لبعبدا اليوم ، تكشف مصادر مطلعة على المطبخ الحكومي ان الرئيس المكلف سيحمل معه الى القصر الجمهوري (اذا ما زاره اليوم) تشكيلة من 24 وزيرا، لكنه ضمّنها حصة لرئيس الجمهورية حددت ب 8 وزراء لا 9 او 10 اي باختصار لا ثلث معطلا فيها لاحد، مقابل 8 للسنة والدروز و8 للشيعة مع «المردة» والقومي، على ان يترك الخيار لرئيس الجمهورية الذي سيكون امام احتمالات ثلاثة:
اولها اما قبول التشكيلة واعلان مراسيم الحكومة، وهذا الامر مستبعد كما تؤكد المصادر،
ثانيها ان يعلن الرئيس عون رفضه للتشكيلة، وهذا ايضا مستبعد جدا ، ودائما بحسب المصادر،
وثالثها وهو الاكثر ترجيحا ان يتم الاتفاق على استكمال النقاش في الايام المقبلة اي ترك باب التفاوض مفتوحا للنقاش.
المهم الذي سيحصل اليوم بحسب المصادر، هو ان النقاش سينطلق
من تشكيلة واضحة ومعها الاقتراحات الجديدة، وسيظهر بالتالي
ما اذا كان ميقاتي سيفاوض اكثر او يحسم بالايام المقبلة خياره باتجاه الاعتذار او التأليف،
لكن الاكيد ان الاجتماع المرتقب سيشكل مفترق طرق من دون ان يحسم المسألة
برمتها (اي التأليف او الاعتذار بعد الاجتماع مباشرة) تجاه الخيط الابيض من الاسود.
ما يعزز فرضية عدم قبول الرئيس عون بالتشكيلة التي سيرفعها ميقاتي هو
ما اكدته اوساط بارزة من ان وزراتي «العدل» و»الطاقة» وضعتا من حيث التسمية خارج حصة ال8 وزراء لرئيس الجمهورية
بعدما اتفق على ان تتم تسمية شخصيتين توافقيتين ،
ما يعني عمليا ان النقاش عاد لمسألة عقدة تسمية الوزيرين المسيحيين، ومن سيكون اقرب لمن،
هل لميقاتي او للرئيس عون؟ وهنا الاشكالية الاساس، لان الاسماء لهاتين الوزارتين
من شأنها ان تجعل العدد المخصص لرئيس الجمهورية يستقر عند 8 وزراء او يتعداه الى ثلث ضامن بين 9 و10 وهذا لن يقبله ميقاتي.
وتشرح المصادر ان الخلاف هو ان رئيس الجمهورية يريد حقائب الدفاع والخارجية
والعدل والطاقة والاعلام والشؤون والاقتصاد التي لا تزال عالقة ، وهنا مشكلة لان ميقاتي
يعتبر انه لا يمكن ان يسمي الرئيس الا 6 وزراء لا 7 لكي يضاف لهما الطاشناق والوزير الذي يسميه
ارسلان لتصبح الحصة 8 لا اكثر ، وبالتالي فعلى الرئيس عون بحسب اوساط ميقاتي
ان يتنازل اما عن الشؤون او الاقتصاد او الاعلام وهذه نقطة اساسية!
وفي هذا السياق ، اكدت مصادر مطلعة على جو رئيس الجمهورية ان نسبة التفاؤل
موجودة اذا ما نجحت الاتصالات التي ستتكثف الليلة (اي مساء امس) بتذليل العقبات التي ضاقت
من 5 نقاط الى 3 او 2 لا تزال عالقة، كاشفة انه اذا ذللت يكون هناك لقاء اليوم واذا لم تذلل فالامر قد يحتاج الى ايام اضافية.
اما على خط ميقاتي فتشير مصادر مطلعة على جوه الى ان هذا الاسبوع سيكون حاسما بالنسبة له، فلننتظر ونر!
وتعليقا على الاجواء التفاؤلية التي تعمّد البعض بثها، علق مصدر رفيع بالقول:
«لا تغرقوا بالتفاؤل، فاليوم لن يكون هناك لا حسم سلبيا ولا ايجابيا، هذا اذا زار ميقاتي بعبدا».
وبكل الاحوال تحرص مصادر في الثنائي الشيعي على التأكيد ان الامتحان الحكومي الجدي سيكون اليوم مبدئيا،
ولو ان ميقاتي، كما تشدد المصادر، لن يزور بعبدا لتقديم تشكيلة على قاعدة سلفه الحريري:
«يا بتمضيا يا بمشي»، انما على قاعدة ان تكون ارضية للنقاش!