بقلم بولا اسطيح – Alkalima Online
سواء تشكلت الحكومة خلال اليومين المقبلين او كنا على موعد مع الاسوأ لجهة اعتذار الرئيس المكلف نجيب ميقاتي والدخول في مجهول حقيقي مع قرار رؤساء الحكومات السابقين عدم التعاون لاختيار شخصية تخلفه، ففي كل الاحوال، دهشة المجتمع الدولي في كيفية مقاربة اللبنانيين وحكامهم لأزمتهم لا تشبه أي دهشة اخرى. هو لا يستوعب رضوخ وسكوت
المواطن اللبناني العادي وبخاصة تأقلمه السريع مع الازمات، وبالوقت عينه لا يجد اي تفسير لوقاحة حكام يمعنون في الضرب بالميت والاستمرار في توجيه سكاكينهم الى جثة مدممة أصلا هي جثة وطن…
يقول أحد الدبلوماسيين الكبار الغربيين لأحد النواب اللبنانيين المعارضين: أنتم في القعر وحكامكم يحفرون في هذا القعر بدل الانكباب على وضع خطة انقاذ للخروج منه! يبدو الدبلوماسي الذي يعرف تماما كيف تدار اللعبة السياسية في لبنان في حيرة من أمره، أهو تقصير منه في فهم آليات هذه اللعبة ام هو عطل في اعداداتها! فالتاريخ اللبناني القديم والحديث لم يشهدا لا شك على هذا التعنت الذي يرتقي لحدود الوقاحة في العمل السياسي… سرقت اموال الناس،
فقدت ابسط مقومات العيش، قتل وجرح الآلاف وتدمرت العاصمة اللبنانية بانفجار المرفأ،
هاجر كل من يحمل جواز سفر اجنبي وكل من تمكن من الهرب فيما يسعى الباقون ليل نهار لفرصة عمل في الخارج كي يرحلوا..
كل ذلك والبلد يعيش من دون حكومة فعلية منذ اكثر من عام ورئيس حكومة تصريف الاعمال متمسك
بنص دستوري غير واضح لتبرير تلكئه في مرحلة اقل ما يجب ان يحصل فيها هو اعلان حالة الطوارىء
على المستويات كافة، فيما آخر الاخبار المتداولة عن تشكيل الحكومة تفيد باستمرار الكباش والتناتش على الحصص ا
لوزارية
ولم يعد خافيا ان كل الايجابية الحكومية التي طبعت الاسبوع الماضي تلاشت الى
حد كبير في الساعات الماضية رغم حرص المعنيين الاولين بالتشكيل اي رئيس الحكومة المكلف
ورئيس الجمهورية على تفادي اعلان حرق الطبخة.
وتقول مصادر قريبة من الرئيس عون: “لا يمكن القول عدنا الى المربع الاول
في ملف التشكيل. هناك ٤ او ٥ حقائب تخضع لعملية اسقاط الاسماء عليها بالتفاهم والاتفاق .. وهذا ما يفترض ان يحصل بين اليوم وغدا”.
وتضيف المصادر:”الامور ليست مقفلة ، لكن دائما في مرحلة اسقاط الاسماء يحصل اخذ ورد وشد حبال لاختيار
كل فريق من يراه مناسبا اكثر ، ولا بد ايضا من مراعاة الاختصاص”.
وتوضح المصادر ان الوزارات التي لا تزال تخضع للاخذ والرد هي العدل ، الداخلية
،الشؤون، الاقتصاد اضافة الى نيابة رئاسة الحكومة ووزارة الدفاع اللتين حصل حولهما بعض الالتباس
نتيجة تغيير حصل في آخر دقيقة في توزيع الاسماء”
وتعتبر مصادر اخرى مطلعة على عملية التشكيل ان “ما يحصل ابعد من ان يكون خلاف بسيط
على اسم من هنا او وزارة من هناك، بحيث يسعى الاطراف لفرض معادلات واضحة باطار التشكيلة الجديدة،
واي منهم لن يسمح بتمرير تشكيلة تكسره. فلا العهد سيقبل في عامه الاخير ان يتم لي
ذراعه فتكون الحكومة عنصر اضافي لمحاصرته وكسره نهائيا،
ولا الاطراف الآخرين سيتساهلون بقيام حكومة تكون حبل نجاة للعهد وتساهم بتعويم رئيس “التيار الوطني الحر”
جبران باسيل قبل اشهزكر معدودة من موعد الانتخابات”. وتضيف المصادر:
“كما ان الساحة اللبنانية باتت ساحة كباش اميركي- ايراني وبخاصة مع قرار تسيير بواخر محروقات
من طهران رغم العقوبات الاميركية بما يتجلى بوضوح وكأنه قرار لكسر كلمة وارادة واشنطن في بيروت”.
ويبقى الاعتذار خيارا مطروحا ومتقدما، رغم الضغوط الفرنسية الكبيرة على ميقاتي للتريث به،
باعتبار ان باريس باتت مقتنعة تماما ان لبنان امام خيارين، اما حكومة خلال ايام برئاسة ميقاتي او اعتذار اي جحيم حقيقي يحرق ما تبقى!