المصدر: المركزية
تعددت الرسائل وتشعبت.. من سياسية إلى أمنية وصولا إلى القضائية والنتيجة واحدة. لا حكومة والبلد من الجحيم إلى قعر جهنم، وصولا إلى التحلل الكامل. وما أدراكم بواقع وطن “متحلّل”.
من الرسائل التي توقفت عندها اوساط سياسية معارضة، بلاغ البحث والتحري الذي اصدرته القاضية غادة عون بحق حاكم مصرف لبنان رياض سلامه لمدة شهر. بحيث اعتبرتها بمثابة رسالة واضحة الى الرئيس المكلف نجيب ميقاتي من شأنها فرملة اندفاعة التشكيل، وهي تنطوي على الموقف الذي اتخذه ميقاتي يوم عارض فريق العهد السابق في تطيير سلامة من حاكمية المركزي في أول جلسة لمجلس الوزراء، معللاً الأمر بأنه مخالف للقوانين، ولا يمكن للحكومة اقالته إلا إذا صدر حكم إدانة بحقه.
نائب رئيس تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش أكد “أن ثمة الكثير من الرسائل المفخخة التي يطالعنا بها العهد وفريقه، ولا أحد يعلم وجهتها. لكن يمكن اختصارها بالسياسة التي يطبقها الرئيس ميشال عون وفريقه السياسي على قاعدة العشوائية والكيدية. وهو بذلك يضع نفسه في مواجهة مع الجميع بهدف ضربهم وإزالتهم عن الخارطة السياسية”.
ويضيف” بلاغ البحث والتحري الذي أصدرته القاضية عون في حق حاكم المركزي هو من من ضمن الرسائل
التي يرسلها العهد وفريقه على قاعدة العشوائية والكيدية لأنه يرفض
أن يكون خاتما في إصبعه، وهذا حتما يحرج الرئيس المكلف نجيب ميقاتي.
لكن في النهاية لا ميقاتي سيغير من موقفه لجهة تركيبة التشكيلة الحكومية، ولا الرئيس عون سيتنازل عن الثلث المعطل، والنتيجة لا حكومة”
ومن الرسائل التي شغلت اوساط الرأي العام السياسي والقضائي
وحتى المرجعيات الدينية ايضا مذكرة الإحضار التي اصدرها القاضي طارق البيطار في حق رئيس حكومة تصريف
الأعمال حسان دياب. وفي هذا الإطار يقول علوش “أن قرار استدعاء دياب ليس
الا رسالة مفخخة لإضاعة البوصلة المفروض ان يكون مسارها موجها نحو تشكيل حكومة.
كما انه يضع الناس في مواجهة جديدة وترك الامور المصيرية معلقة في انتظار الانهيار الكبير”.
أبعد من رسائل الداخل، ثمة مؤشرات إقليمية ودولية توحي وكأن مصير لبنان
بات متروكاً للمنظومة الحاكمة التي تنكّل بشعبها، وآخر تلك المؤشرات استثناء الرئيسين ميشال عون وبشار الأسد
من المشاركة في القمة التي عقدت في بغداد. فكيف يقرأ علوش خلفيات هذه الرسالة؟
“المضمون واحد وتفسيره أن الرئيسين عون والأسد “منبوذين” من المجتمعين الإقليمي والدولي.”.
نفهم من ذلك أن هناك إجماعا بالتخلي عن لبنان؟ ويجيب: “لقد فقدنا المبادرات الدولية والإقليمية
وكذلك فرص الإنقاذ والوقت بعد تفجير مرفأ بيروت في 4 آب 2020.
والإهتمامات الدولية باتت موجهة نحو دول أخرى بعدما لمست أنها تغرد وحيدة
وسط منظومة حاكمة ترفض تلقف مطلق أي مبادرة لأن هدف الرئيس عون موجه
نحو كيفية إنقاذ صهره جبران باسيل من العقوبات الدولية، وإيصاله إلى سدة الرئاسة،
وهو يتخذ من الحكم رهينة طالما أنه لا يزال الحاكم دستوريا. والأرجح أن الوضع سينتقل
من جهنم إلى قعر الجحيم وصولا إلى التحلل الكامل بوجود هذه المنظومة السياسية الفاسدة .
عندها قد يأتي من يقول لنا “شوفو كيق بدكن تخلصو حالكن”.
عمليا يوضح علوش “أن مرحلة التحلل الكامل تعني انعدام أدنى مقومات العيش والأمن
بحيث لا نعود نرى رجل قوى أمن على الطرقات ولا جنديا على الحواجز ولا يعود اللبناني قادرا على شراء غالون
ماء أو التواصل مع العالم الخارجي بعد توقف الإتصالات والإنترنت”.
ولفت إلى أن “مسألة تدخل المجتمع الدولي تعني فرض الوصاية لانتزاع مفتاح السلطة
من يد طالبان لبنان أي حزب الله، والثابت أن أي من الدول ليس مستعدا للتضحية بنقطة دم من أجلنا”.
الرسالة الأخطر في قراءة علوش أننا ما زلنا قادرين على التمترس وراء عدة أمور منها الطائفية.
ويختم: “هذه المنظومة الفاسدة سياسيا تقودنا نحو حلقة مفرغة. لا حكومة لأن عون يريدها مطعّمة
بروح جبران باسيل مع الثلث المعطل من هنا قد تكون الأيام المقبلة محملة بكثير من الأحداث ومع كل إشراقة
شمس سنشهد على الأسوأ، مما يفتح الباب أمام عدة احتمالات أحلاها حراك فوضوي، وهذا الحراك لا يحصل من دون دم. وأيلول لناظره قريب”.