المصدر: لبنان 24
كتب المحرر القضائي: يعمل المدّعي ن.الطربوش(سوري الجنسية) ناطوراً لبناية في محلة الأشرفية، وقد أقدم مجهول على دخول غرفته الكائنة في الطابق الأرضي عبر النافذة بعد كسرها عبر خلع الشباك الحديدي مستغلاً غيابه عنها وسرق بعض موجوداتها.
وفي سياق التحقيق الأولي، أفاد المدّعي أن المسروقات كناية عن ٣٢ ألف دولار أميركي و ١٧٠٠ يورو ومليون ليرة لبنانية و ٣٠ ليرة ذهبية، ومحبس وسلسال وصليب من الذهب، وأنه أحضرها معه من سوريا بعد النزوح الى لبنان إثر بيعه كل ممتلكاته هناك، وأنه خبأها في غرفته نتيجة تعذر إيداعها في المصارف عملاً بالقوانين المرعية في لبنان، وأنه يشكّ بالمتهم جيمس.م( سوري الجنسية) وشقيقه بولس وشقيقته جوليات التي اتصلت به بتاريخ حصول السرقة بعد عشر دقائق من خروجه من غرفته، وسألته عما إذا كان موجوداً في الغرفة كونها كانت ترغب بزيارة شقيقته، وأن المتهم جيمس وشقيقه بولس هما من أصحاب السمعة السيئة في مجال المخدرات.
ومع إجراء كشف فني على غرفة المدّعي من قبل مكتب الحوادث المركزي، تبيّن أن الدرفة اليسرى لنافذة الغرفة وُجدت مطعوجة لجهة الخارج وزجاجها محطم كما وُجد الدفاع الحديدي مقصوصاً.
ad
وبعد يومين من الحادثة حضر المدّعي مجدداً أمام فصيلة الأشرفية وأدلى بأن أحد عمال المحل المجاور لغرفته المدعو عماد.ح شاهد المتهم جيمس وهو يقوم باجتياز الطريق المحاذية للغرفة حيث صعد مسرعاً على متن سيارة أجرة، كما شاهد شقيقته جوليات وهي تقف على مدخل البناية المجاورة لغرفته بشكل كانت تراقب فيه نافذة الغرفة.
وبالإستماع الى المدعوة جوليات.م أدلت بأنها انتهت من عملها في إحدى مدارس الأشرفية واصطحبت معها إبنها وإبنة شقيقها حيث تنزّهوا لحوالي الساعة في المحلة ثم غادروا الى محلة الفنار على متن سيارة أجرة، وأنها بالفعل كانت قد اتصلت بالمدّعي للسؤال عن شقيقته بغية زيارتها فأعلمها بأنه ليس موجوداً في المحلة وسوف يتصل بها لاحقاً لتحديد موعد للزيارة، علماً أنها كانت قد حضرت الى أمام منزله وحاولت الإتصال على الانترفون ومن ثم انتقلت الى خلف المنزل ولم تجد أحداً. كما أفادت أنها تعرف المدّعي وعائلته كون شقيقها المتهم جميس كان يعمل ناطور بناء في المحلة عينها ، بحيث توطدت العلاقة بين العائلتين حتى تاريخ توقيف جيمس وبولس للاشتباه بهما بتجارة المخدرات، وأنها لا تعرف شيئاً عن السرقة موضوع الدعوى.
وبالإستماع الى الشاهد عماد.ح الذي يعمل في المحل المجاور، أفاد أنه شاهد جيمس يسير مقابل المحل ثم استقل سيارة أجرة وغادر ولم يشاهده يحمل أي شيء بيده، كما شاهد جوليات برفقة فتاة وصبي يقفون على الرصيف المقابل وقد ألقت عليه التحية، وأنه لم يعر الموضوع أي أهمية.
وبعد فترة زمنية قصيرة حضر المدّعي أمام مفرزة بيروت القضائية وأفاد أن المتهم جيمس حضر الى منزل شقيقته برفقة شخص يدعى حسن.غ وكان يحمل بيده سكيناً فيما حسن كان يضع مسدساً على خصره شَهره بوجه شقيقته وزوجها وحاول سلب ما يملكانه من مال لكنه لم يستطع الحصول على أي شيء، وأنه تلقى بعد فترة إتصالاً من حسن الذي أبلغه أنه سيقوم بقتله إن لم يتراجع عن الشكوى المقدّمة منه ضد جيمس، وأن الأخير دفع له مبلغ ٣٠ ألف دولار مقابل تهديده بالقتل.
وفي المحاكمة العلنية تم استجواب حسن.غ فأنكر ما نُسب اليه مشيراً الى أنه لا يعرف المدّعي أو المتهم موضحاً أنه يعمل في مجال الإتصالات ولديه محل لبيع الأجهزة الخليوية وأنه أحياناً يأتي أشخاص الى محله لإجراء إتصالات وأن الرقم الذي أفاد عنه المدّعي يعود له بالفعل ويستخدمه زبائن المحل.
وفي سياق الإستجواب التمهيدي بعد توقيف جيمس، أنكر ما أُسند اليه مدلياً بأنه لا يعرف الشاهد عماد.ح ولا المدعو حسن.غ.
هيئة محكمة الجنايات في بيروت، وفي ضوء ما تقدم من وقائع، لم يثبت لها بشكل حاسم بأن المتهم أقدم على التحريض على تهديد المدعي وأن أقوال الأخير في هذا السياق بقيت خالية من أي دليل يؤيدها كما لم تثبت لها قرينة السرقة، فحكمت بالإجماع بإعلان براءة المتهم جيمس من جناية المادة ٦٤٠/٦٣٩ عقوبات ومن جنحة المادة ٢١٨/٥٧٥ من القانون عينه، وإطلاق سراحه فوراً ما لم يكن موقوفاً لأي داعٍ آخر.
المصدر: خاص “لبنان 24”