المصدر: ام تي في
التحكم بمصير اللبنانيين بات هواية أهل السلطة، يأخذونهم يمينا إلى حفلات وهمية من التفاؤل، ويعيدونهم في خلال ثوان أو ساعات، يسارا، إلى جهنّم.
يغرق اللبنانيون في شتى أنواع الأزمات، لا بل المصائب، فيما “فاقدو الضمائر” يتعنتون ويتمترسون خلف مصالحهم النتنة.
غير أن واقعا جديدا فرض نفسه في الفترة الأخيرة، بعدما استوطنت العتمة أرضنا، وباتت “نطرة الموتور” الشغل الشاغل للبنانيين، حتى ينعموا بساعات قليلة من الطاقة الكهربائية، فيسيّرون أمورهم، ويشاهدون التلفاز،
علّهم يسمعون عن بارقة أمل لا تأتي.
غير أن هذا التفصيل أيضا، بات يتحكم به أصحاب المولدات،
فمتى وماذا تشاهدون على التلفاز، سيكون من اختيار هؤلاء، خصوصا إذا كانوا تابعين لأحزاب معيّنة
إذ تتعالى شكاوى من عدد من المناطق اللبنانية، بسبب تقنين مفاجئ
يحصل في غير الاوقات المحددة لها، والتي تتزامن دائما مع قداس لحزب معيّن،
أو مؤتمر صحافي لمسؤول، أو مقابلة لا تعجب “صاحب الموتور”.
حتى في أسفل جهنّم، وبينما يحاول اللبناني تناسي هول الكارثة التي يرزح فيها،
يشعر بالفعل أن حياته باتت ريموت كونترول في يد حاكم فاسد، أو غبيّ يملك مولّدا…
اللّهم ألهمنا الصبر!