المصدر: أخبار اليوم
من دون سابقِ إنذار، وقبل ان يجف حبر خبر لقاء ماكرون – ميقاتي، خرجَ الاستاذ عوني الكعكي، نقيب الصحافة، في صحيفته “الشرق”، بافتتاحية عنوانها: “ما رفض الحريري إعطاءه في13 شهرًا اعطاه الميقاتي في أسبوع”.
الاستاذ عوني الكعكي لصيق جدًا بالرئيس سعد الحريري، وسقفه في الصحافة في الدفاع عن بيت الوسط، والتعبير عنه بشكلٍ او بآخر، يتجاوز احيانًا سقف وسائل إعلام الحريري والتي لم يتبقَّ منها سوى “مستقبل ويب”. هذا يعني ان ما كتبه الاستاذ عوني الكعكي يُعبِّر عن “نَفَس” ما هو متداوَل في بيت الوسط، فيعكس امتعاض الحريري من ميقاتي.
لا جديد في الخبر سوى انه خرج إلى العلن.
ففي الاساس ” الارتياب مشروع ” بين الحريري وميقاتي، وبشكل ادق، الحريري يرتاب من ميقاتي، احيانًا يظهر هذا الإرتياب، كما حصل عند التسمية الثانية للرئيس ميقاتي لتشكيل الحكومة عام 2011، وقيل يومها أن الحريري اتهم ميقاتي بأنه “طعنه في الظهر”.
بالأمس القريب ، ظلَّل “اختراعُ” نادي رؤساء الحكومات السابقين الخلاف بين الحريري وميقاتي و”شذَّبه”، والفضل في ذلك يعود إلى الرئيس فؤاد السنيورة الذي كان يُعتبَر “مرشد” النادي، فبياناته كانت بخطِّه، وغالبًا ما كان اعضاء “النادي” يتنصلون من بعض مضامين البيانات، فيُجيبون مَن يسألهم عن هذه الفقرة أو تلك: “هيدا فؤاد”.
الحريري، في التسمية الثالثة للرئيس ميقاتي، لم يكن يناسبه ان “يشهر السيف” من اول الطريق في وجه ميقاتي،
لكن الجفاء كان واضحًا، فعند تشكيل الحكومة جاء بيان الحريري باردًا، فيما لم يصدر اي بيان عن نادي رؤساء الحكومات،
واكثر من ذلك غاب كل اعضاء النادي عن جلسة الثقة، وهُم أصلًا إثنان: الرئيسان الحريري وتمام سلام،
بداعي السفر، وإنْ اتصلا بميقاتي من باب “رفع العتب”.
نال الرئيس ميقاتي الثقة في غياب جزء لا يُستهان به من “المكوِّن السني”: الحريري
سلام، المشنوق. صحيح ان الحريري وسلام كانا على سفر، لكن كان بالإمكان قطع السفر،
على الأقل بالنسبة إلى الحريري، لكن هذه الخطوة لم تحصل، وكان عدم حصولها مؤشرًا إلى بدء التململ بينه وبين ميقاتي.
يبدو الحريري اليوم كأنه “بالع الموسى”، فهو لا يستطيع ان يجهر بمعارضته وأن يُخرجها إلى العلَن
لأنه يعرف أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، “عرَّابه السياسي” هو احد “طابخي” هذه الحكومة،
لذا لجأ إلى ” الإستعانة بصديق” فكان نقيب الصحافة الاستاذ عوني الكعكي “خير صديق”،
فهل سيرد ميقاتي أو إعلامه على الاقل، على هذا “الصديق”؟
من صفات الرئيس ميقاتي انه يحتفظ بالذخيرة “لوقت الحشرة” وهو اليوم ليس في حشرة.