ما سمعه سياسيّون لبنانيّون من مسؤولين أميركيّين…

المصدر: ام تي في

جرت العادة أن تزور شخصيّات سياسيّة واقتصاديّة ومصرفيّة لبنانيّة الولايات المتحدة الأميركيّة سنويّاً، بهدف لقاء مسؤولين في الإدارة الأميركيّة ومحاولة استطلاع آرائهم بشأن الملف اللبناني، كما محاولة إقناعهم بوجهات نظرٍ محدّدة.

انقطعت هذه الزيارات تماماً من العام الماضي وحتى هذا الصيف، لسببين: الأول انتشار فيروس كورونا، والثاني التغيير في الإدارة الأميركيّة. إلا إنّ آخر الزوّار اللبنانيّين سمعوا، قبل انقطاع الزيارات، كلاماً غير مشجّع من مسؤولين في إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب. 

فقد لاحظوا أنّ المسؤولين الأميركيّين ما عادوا يعتمدون التمييز بين لبنان الدولة وبين حزب الله. أصبح الإثنان واحداً في عيون الإدارة الأميركيّة: أنتَ في لبنان، إذاً أنت مع حزب الله. ولعلّ هذا الموقف هو ما يفسّر الكثير من الخطوات الأميركيّة التي اتّخذت بحقّ لبنان، مع وجود بعض الاستثناءات غير المفهومة التي تعتمدها الإدارة الأميركيّة، السابقة والحاليّة.

وعلم أنّ أكثر من تواصل حصل بين سياسيّين لبنانيّين، من بينهم نوّاب مستقيلين، ومسؤولين أميركيّين، وقد خرج اللبنانيّون من هذه اللقاءات باستنتاجٍ واضحٍ وهو أنّ الإدارة الأميركيّة غير مهتمّة أبداً بالشأن اللبناني، وهو ليس على أجندتها التي تعمل عليها، وهي ليست في وارد تأدية أيّ دورٍ واسع حاليّاً في المسألة الداخليّة اللبنانيّة، بل تكتفي، في أحسن الأحوال، بدور المراقب.

وعليه، سيكون لبنان، حصراً، في موقع المتأثّر، سلباً أو إيجاباً، بما يحدث في المنطقة، وخصوصاً على صعيد المفاوضات الأميركيّة الإيرانيّة التي قد تعيد رسم موازين القوى والأدوار في المنطقة. وهو لن يكون، أبداً، واحداً من أوراق هذه المفاوضات بل سيتلقّى نتائجها. وهو، حتماً، آخر المتلقّين.

يبدو واضحاً أنّ لبنان غائبٌ، حتى إشعارٍ آخر، عن الخارطة الأميركيّة. وربما بعض المسؤولين في الإدارة الأميركيّة لا يعرفون موقع لبنان على الخريطة العالميّة. أقلّه، هم لا يهتمّون…

Exit mobile version