بقلم داني حداد – موقع mtv
ما من أمرٍ غير مألوف تشاهده في مكتب وزير الزراعة الدكتور عباس الحاج حسن، ولو أنّ الوزير الآتي من عاصمة الأنوار الى العاصمة المظلمة في هذه الأيّام يفضّل ألا يجلس وراء مكتبه. إلا أنّ أكثر ما يلفتك عند دخولك وجلوسك، عدا طول قامة الوزير، هو متابعته عبر الشاشة لمحطة “فرانس ٢٤” التي كان يعمل فيها، قبل أن تخطفه “جنّة الحكومة”، وفق التعبير الذي كان سائداً قبل سنوات، لا الآن طبعاً.
نبدأ حوارنا من أسباب موافقته على المشاركة في الحكومة، في بلدٍ منهار، نكاد نقول إن لا حول ولا قوّة للوزراء الجدد لانتشاله وإنقاذه. يصف الحاج حسن نفسه بـ “الانتحاري”، ويعود بالذاكرة الى سنوات المراهقة حين كان يأتي الى بيروت ويشاهد بحرها ويراقب الصيّادين وهم يحملون حصيلة صيدهم من الأسماك، ويتحسّر على حال بعلبك المحرومة. أوّل من فكّر بهم الحاج حسن، حين عُيّن وزيراً، أهل مدينته، من دون أن يغفل عن أنّ الحرمان تمدّد بدل أن ينحسر، ولذلك هو يركّز على ضرورة اهتمام الإعلام بمدينة الشمس وقلعتها المهملة ومحيطها غير المنظّم. يقول ذلك بحسرة.
لا يعبّر وزير الزراعة عن خيبة بسبب اختياره لحقيبة ليست من اختصاصه.
يقول إنّ زميله جورج قرداحي هو أفضل من يتولّى حقيبة الإعلام، ثمّ يلفت الى أهميّة القطاع الزراعي كواجهة للبلد، في ظلّ غياب السياحة.
ولذلك، فإنّ الوزير يضع، في سلّم أولويّاته، ملف تصدير المنتوجات الزراعيّة الى الخارج،
ما يمكن أن يؤمّن أموالاً نقديّة بالدولار للمزارعين والمصدّرين.
ولهذه الغاية، ينوي الحاج حسن القيام بجولة تشمل أكثر من دولة، هي سوريا والسعودية
والعراق والإمارات والكويت. ويقول: “سأبذل جهداً لتعزيز الثقة مع الخليج العربي،
وبوّابته السعوديّة التي نعرف أهميّتها بالنسبة الى لبنان،
كما أدرك جيّداً أنّ سوريا هي مدخلنا الأساس للتصدير”.
ويستعدّ الحاج حسن للقيام بجولةٍ تشمل المرفأ والمطار، حيث سيطّلع على الإجراءات المتخذة فيهما،
وهو يشدّد على ضرورة اعتماد تدابير قاسية لمنع التهريب عبر المنتجات الزراعيّة، كما للكشف
على جودة البضائع المصدّرة. علماً أنّه يبدي استغرابه لتعدّد الأجهزة التي تعمل في المرفأ ما يفقدها بعضاً من فاعليّتها.
وعلى الرغم من عدم مرور فترة طويلة على تولّيه الوزارة، باشر الحاج حسن باتخاذ سلسلة تدابير،
من بينها تحديد مؤشّر لسعر الحليب يعتمد سلسلة معايير ويتغيّر كلّ أسبوعين، ما يحدّ من التفلّت في تحديد الأسعار.
أما البشرى التي قد تسعد كثيرين،
فهي ما كشفه الحاج حسن،
لموقع mtv، عن قرب عرض موضوع تشريع القنّب الهندي، أو الحشيشة، على مجلس الوزراء في جلسة الأسبوع المقبل ليصار الى إصدار المراسيم التطبيقيّة، بعد انتظارٍ طويل.
تخرج من مكتب وزير الزراعة عباس الحاج حسن بانطباعٍ حسن،
يساهم في تعزيزه ما تسمعه من مدير عام الوزراة لويس لحود الذي يشيد بالتعاون مع الوزير الإعلامي الذي قال له “أنت ستكون الوزير الفعلي”.
والتعاون بين الإثنين يشمل أيضاً التحضير لأسبوع المنتجات الزراعيّة اللبنانيّة في “إكسبو دبي”
في شهر شباط المقبل، بالتعاون مع وزارة الثقافة، لإعداد ليالٍ لبنانيّة فنيّة.
وتسأل، قبل الوداع، عمّا سيفعله بعد انتهاء عمر الحكومة؟ يقول الحاج حسن:
“سأعود الى عملي في “فرانس ٢٤”. موقعي محفوظ، ومسيرتي المهنيّة مستمرّة”.
الوزارة محطّة، سيحتاج فيها عباس الحاج حسن الى صلواتٍ كثيرة وجهدٍ كبير، وبعض الحظّ.