بقلم سينتيا سركيس – mtv
كأحجار الدومينو تتناطح مشاكلنا، الواحدة تلو الأخرى، ومع كلّ سقطة يقترب اللبنانيون أكثر من حافة الانهيار… فالمصائب المتتالية كوتنا، بكل ما للكلمة من معنى، وبتنا نسابق الأيام والأسعار والدولار، حتى وصلنا إلى الانهيار، ولا نعني به الاقتصادي فحسب، بل الأسوأ، “النفسي”!
قد نكون تأخرنا كثيرا قبل الجنون، وهو أمر يُشهد لنا، كيف لا ونحن شعبٌ سرقت أمواله، يعيش بلا أبسط حقوقه وبلا كهرباء وهاجسه الأكبر بات فاتورة المولّد نهاية الشهر “كم مليون؟”، شعب غرق في فوضى الدواء والبنزين والمازوت، انفجرت عاصمته وممنوع ملاحقة المسؤولين، نُهبت وزاراته والمحاسبة ممنوعة لا بل التعبير عن الغضب على الفايسبوك أو في الشارع بات جريمة موصوفة…
أمام هذا الواقع المتهالك، يبدو جليا على الوجوه أينما ذهبت، أن اللبنانيين باتوا يعيشون في دوامة من اليأس القاتل، فما السبيل لإخراجهم منها؟
نصائح كثيرة زوّدتنا بها طبيبة العائلة كارين الفغالي، في حديث لموقع mtv، من أجل خلق روتين إيجابي يحمينا من ويلات المشهد المأساوي في لبنان، أوّلها، الحصول على ساعات نوم كافية يوميا لا بل السعي إلى تنظيم مواعيد الخلود والنهوض من النوم، كما وعدم السهر لساعات طويلة أمام التلفاز.
تنويع الطعام، أمر مهمّ أيضا، للحصول على كامل الفيتامينات الأساسية لتحسين المزاج والصحة، ومن ضمنها السكر الطبيعي الموجود في الفاكهة، لأن قلة الأكل ترفع نسبة الكورتيزول الذي يزيد من منسوب التوتر.
تشدد فغالي أيضا، على ضرورة التخفيف من القهوة والشاي، والإكثار في المقابل من شرب المياه،
كما والابتعاد عن التدخين، الذي عدا عن مضاره الصحية،
فهو يزيد التوتر أيضا، “أما الكحول والمهدئات، فلا تجعلوها ملاذكم،
بحال الارق، فهي مواد قابلة للإدمان في المستقبل”، بحسب قولها.
أما الأخبار التي بغالبيتها “عاطلة” في لبنان، فتنصح فغالي بالتخفيف منها، وتخصيص فترة زمنية قصيرة
في النهار للإطلاع على أبرز التطورات. وكما أن الإكثار من الأخبار السياسية سيء، كذلك هو الإكثار
من العمل وزيادة الضغوط المترتبة عن ذلك، وبالتالي من المهم أخذ استراحات متقطعة في النهار لتنشيط العقل والجسم.
اما الرياضة بمختلف أنواعها، فتشكل، بحسب فغالي، بوابة أساسية، للانطلاق من خلالها إلى انتظام عقلي وجسدي،
فهي ستخفف عنا الكثير شرط أن تكون منتظمة. كما توصي بالحفاظ على الحياة الاجتماعية ما أمكن،
فرؤية الأصدقاء أو الأشخاص الذين يشعرونكم بالراحة ويفرحون قلوبكم، أمر ضروري،
وكذلك هو الابتعاد قدر الإمكان عن الأشخاص المتشائمين الذين يزيدونكم إحباطا.
أما من يجدون أنفسهم غير قادرين على فعل أي من الآنف ذكره، لاسبوعين متواصلين،
فمن المهم أن يزوروا طبيب العائلة الذي سيزوّدهم بالإرشادات اللازمة أو يحوّلهم إلى اختصاصي،
لأن صحتنا النفسية إنما هي وقودنا للحياة العقلية والجسدية.
أفرحوا قلوبكم، واضحكوا، صحيح أن ما يحيط بنا، ظلامي للغاية، ولكن داووا نفوسكم ما أمكنكم،
إستمعوا للموسيقى، شاهدوا فيلما مضحكا، تجوّلوا في لبنان واكتشفوا مناطق مميزة، وما أكثرها…
إفعلوا كلّ ما ذكرناه، ولكن الأهم، وبالإذن من الدكتور فغالي، الأهم أن لا تنسوا،
في انتخابات الربيع، ما فعلوه بنا طوال هذه المدة… وإلا، نكون بالفعل “جنّينا”!